” الأسود ” عبدالله البصيص ينقل قلق رواياته إلى فضاء المسرح

صدرت حديثًا عن منشورات وسم @Wasmpublishing في الكويت مسرحية بعنوان “الأسود” للكاتب والروائي الكويتي عبدالله البصيص، في نص مسرحي مؤلَّف من أحد عشر مشهدًا، يشكّل إضافة جديدة للمكتبة المسرحية العربية، وتجربة فارقة في مسار أحد أبرز الأصوات الأدبية الكويتية المعاصرة.

من الرواية إلى المسرح

عرف القارئ العربي عبدالله البصيص عبر رواياته التي لاقت حضورًا واسعًا مثل “طعم الذئب” و*”قاف قاتل سين سعيد”* و*”ذكريات ضالة”*.

رواياته دائمًا مشبعة بالقلق الوجودي والتأمل في مصير الإنسان، وغالبًا ما يتخذ السرد عنده بعدًا رمزيًا يفتح النص على قراءات متعددة.

مع “الأسود”، ينتقل البصيص من فضاء الرواية إلى خشبة المسرح، حيث يضع شخوصه في مواجهة مباشرة مع القارئ/المشاهد، في نص يعتمد على التكثيف، الحوار العميق، وبناء المشهد كلوحة رمزية متكاملة.

دلالات العنوان: الأسود كلون وكمصير

اختيار العنوان “الأسود” ليس عابرًا؛ فاللون في الثقافة الإنسانية يرمز إلى الغموض، المجهول، الحزن، وربما الموت. لكنه في المسرحية يتحول إلى استعارة كبرى، تحيط بالشخصيات وتوجّه مسارها، ليغدو “الأسود” رمزًا للقدر المجهول، وللأسئلة التي لا إجابة لها.

أحد عشر مشهدًا… رحلة داخل العتمة

المسرحية تتوزع على أحد عشر مشهدًا، كل واحد منها يعكس زاوية جديدة من المواجهة بين الإنسان وظله.

  • في بعض المشاهد، يتجلّى الأسود كقوة قاهرة تحاصر الشخصيات.
  • وفي أخرى، يصبح مرآة للذات، حيث يرى الإنسان هشاشته واغترابه.
  • هناك أيضًا حضور للبعد الفلسفي، إذ يدفع النص القارئ للتفكير: هل الأسود خارجنا أم يسكن في داخلنا؟

أسلوب الكتابة: شعرية اللغة ودرامية التوتر

البصيص معروف بقدرته على صياغة لغة تجمع بين العمق الشعري والبساطة السردية. في “الأسود”، يحافظ على هذه الخصوصية، لكن ضمن قالب مسرحي يجعل الحوار مشحونًا بطاقة رمزية، ويحوّل المشهد إلى فضاء للتأمل أكثر من كونه مجرد حدث درامي.

بين الرواية والمسرح: استمرارية الموضوعات

من يقرأ روايات البصيص، ثم يتابع مسرحيته، يلحظ أن الأسئلة الجوهرية واحدة:

  • البحث عن المعنى.
  • مواجهة المصير.
  • الإنسان في عزلته وخوفه.
    لكن الفرق أن المسرح يمنح هذه الأسئلة جسدًا حيًا على الخشبة، ويضع المتلقي وجهًا لوجه مع صراع الشخصيات.

إضافة إلى المسرح الكويتي والعربي

المسرح الكويتي له تاريخ طويل منذ ستينيات القرن الماضي، وكان دائمًا مختبرًا للأسئلة الاجتماعية والسياسية والفكرية.

يأتي نص عبدالله البصيص ليواصل هذا الإرث، لكن من زاوية وجودية وفلسفية أكثر، تكمل خطه الأدبي الذي ميّز تجربته الروائية.

خاتمة

بمسرحية “الأسود”، يثبت عبدالله البصيص أنه كاتب لا يكتفي بالنجاح في الرواية، بل يبحث عن آفاق جديدة للتعبير.

نصه المسرحي ليس مجرد تجربة جانبية، بل محاولة جادة لإعادة صياغة أسئلته الوجودية في قالب مختلف، ليضع المتلقي أمام مواجهة مباشرة مع “الأسود” الذي يسكن داخل كل إنسان.

هكذا تؤكد منشورات وسم مجددًا مكانتها كدار نشر تهتم بالأعمال النوعية، وتفتح أبوابًا جديدة للقارئ العربي نحو نصوص تحمل الجرأة الفكرية والتجريب الأدبي.

هل ترغب أن أوسّع هذه المراجعة أكثر لتصبح على شكل مقال نقدي طويل (2000 كلمة تقريبًا) مع تقسيم محاور إضافية مثل: تحليل لغة الحوار، الرموز المسرحية، مقارنة مع نصوص مسرحية عربية أخرى؟

" الأسود " عبدالله البصيص ينقل قلق رواياته إلى فضاء المسرح
الأسود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى