رواية أوراق هجر لأحمد السبيت

مقدمة

تأتي رواية “أوراق هجر” ضمن المشروع الثقافي الجديد #تاريخنا_قصة الذي أطلقته دارة الملك عبدالعزيز في الرياض بالتعاون مع دار تشكيل للنشر، لتقدم لنا عملاً أدبياً تاريخياً ينهل من الذاكرة المحلية للجزيرة العربية.

العمل يسعى إلى وصل الحاضر بالماضي عبر الحكاية الروائية، مسلطاً الضوء على حياة رجل من الأحساء في القرن الثالث عشر الهجري، في فترة تمازجت فيها البساطة الشعبية مع دهاليز السياسة والقصور.

عن الرواية

الرواية تسرد سيرة بطلٍ مجهول الاسم، لكنه حاضر بوجعه وأحلامه، يُقاد من مسالك الحياة الريفية المتواضعة إلى صخب المدن الكبرى كـ الرياض، مكة، وجدة.

وبين الانتقال من قرية إلى قصر، ومن وفاءٍ صافٍ إلى خيانةٍ قاسية، ومن اتهامٍ ظالم إلى نفيٍ مهين، تتجلى رحلة الإنسان العربي البسيط الذي وجد نفسه في مواجهة كل أشكال الخداع والظلم والتقلبات السياسية.

البعد التاريخي

ما يميز “أوراق هجر” أنها ليست مجرد رواية شخصية أو حكاية سردية، بل هي محاولة لإعادة تشكيل ذاكرة الأحساء والجزيرة العربية في القرن الثالث عشر الهجري.

  • فهي تقدم صورة عن التحولات الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة.
  • وتعرض تفاصيل دقيقة عن البيئة العمرانية والإنسانية، من الحارات والأزقة إلى المجالس والقصور.
  • كما تعكس تداخل السلطة والقدر والإنسان، وكيف يتحول الفرد من مجرد شاهد إلى ضحية أو مشارك في صناعة الأحداث.
رواية أوراق هجر لأحمد السبيت

البعد الإنساني والفلسفي

في خلفية النص، هناك أسئلة وجودية عميقة:

  • ما معنى أن يُدفع الإنسان إلى مصائر لم يخترها؟
  • كيف يمكن للبساطة والوفاء أن يصمدا أمام الخيانة والمكائد السياسية؟
  • وهل يظل التاريخ مجرد وقائع كبرى، أم أنه أيضاً قصص أفراد تُطمر بين السطور؟

الرواية، بأسلوبها السردي المتأمل، تعكس حالة اغتراب الإنسان في زمن متقلب، وتُشعر القارئ أنه أمام نص يتجاوز الماضي ليحاور الحاضر.

اللغة والأسلوب

لغة أحمد السبيت في “أوراق هجر” مشغولة بعناية:

  • جمعت بين الجزالة الكلاسيكية واللمسة الروائية الحديثة.
  • مشبعة بالصور الشعرية التي تضيف إلى النص أجواءً وجدانية.
  • كما أنها تتنقل بسلاسة بين التوصيف الواقعي للأمكنة والأحداث، وبين التأملات الداخلية للبطل.

التقييم

“أوراق هجر” ليست مجرد رواية تاريخية، بل هي مرآة إنسانية وتاريخية تتيح للقارئ أن يعيش حقبة مضت، ويستشعر ملامحها الاجتماعية والسياسية والنفسية.

هي عمل يثري المكتبة العربية، ويعزز مشروع رواية التاريخ المحلي بلسان الفن والأدب.

الخلاصة

رواية تنبض بالصدق الفني والثراء التاريخي، تستحق القراءة لمن يبحث عن عمل يزاوج بين السرد التاريخي العميق واللمسة الأدبية المؤثرة.

رواية أوراق هجر لأحمد السبيت
رواية أوراق هجر لأحمد السبيت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى