رواية فيلق الإبل لأحمد السماري
معلومات أساسية
- العنوان: فيلق الإبل
- المؤلف: أحمد السماري
- دار النشر: منشورات تشكيل، الرياض
- التوفر: في جناح دار تشكيل، متاجر تشكيل، مكتبة جرير
- سياق الرواية: اقتباس من غلاف الرواية يتحدث عن مغامرة تاريخية تستحضر صفحة شبه منسية من التاريخ السعودي-الأمريكي، تجمع بين السفر، والتجارة، والمغامرة، والتاريخ المشترك.
الخلفية التاريخية الحقيقية (ما نجده في المصادر)
الرواية تستلهم فكرة مشروع United States Camel Corps، التجربة الأمريكية في القرن التاسع عشر لمحاولة استخدام الإبل كوسائل نقل وتحميل في الأراضي الصحراوية والجافة في الجنوب الغربي للولايات المتحدة.
- تم استيراد إبل مع مروّضين من الشرق الأوسط (من تركيا، مصر وبعض المناطق العربية) إلى الولايات المتحدة، لاستخدامها لتحسين التنقل والإمداد في المناخ الصحراوي.
- من الشخصيات الحقيقية المعروفة «هدجي علي» (Hadji Ali أو Hi Jolly) الذي جاء من خلفية عثمانية/سورية، وكان أحد العاملين مع الـ Camel Corps، ومُخلّد اسمه في نصب تذكاري في أريزونا.
- التجربة كانت عملياتية فعلًا ما بين عامي حوالي 1856 إلى 1866، لكن استخدام الإبل لم يستمر طويلًا، بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، والتمويل الضعيف، والمشكلات اللوجستية.
ما لا تجده في المصادر هي تفاصيل مثل «العقيد الحاج علي السالم من بريدة»، أو أن العقيلات من بريدة تمّ استقدامهم رسميًا، أو أن الفيلق تشكّل من عدد محدد من الحمالة بقيادة أسماء سعودیة. هذه عناصر الرواية التي تبدو أنها مختلقة/مبدعة، استُلهمت من الحدث التاريخي، مع توسّع خيالي لتصنع حكاية سردية مشوقة ومهمة.

البناء السردي والخيالي
من الوصف:
- الرواية تغوص في صفحة شبه منسية من التاريخ، ما يعطيها صبغة استكشافية وجدل بين ما هو معروف وما هو مفقود أو ناسج الخيال.
- نرى تمازجًا بين التاريخ (فكرة الـ Camel Corps، استخدام الإبل، المفاوضات، التجارة بين نجد والحضارات الأخرى) والخيال (قيادات معينة تُسافر، قصص شخصية، مآسٍ، فقد، مغامرة).
- الشخصيات المزعومة السعودية – الحمالة، السام، مناور، سليمان – تتيح أن يُروى التاريخ من منظور محلي، من نظرة المهتمين بالفريدو/الهوامش التي لا تُذكر غالبًا في التاريخ الرسمي.
نقاط القوة المتوقعة في الرواية
- أهمية الموضوع: إلقاء الضوء على رابط تاريخي غير مستكشف كثيرًا بين السعودية وأمريكا من خلال قصة الإبل والمغامرة.
- المغامرة والخيال: وجود عنصر المغامرة يجعل الرواية جذّابة، خصوصًا مع وصف الرحلات الطويلة، الصحراء، التحديات، الموت أو الخسارة، والنصب التذكاري – كلها عناصر درامية قوية.
- عمق ثقافي وانتماء محلي: استخدام أسماء سعودية/نجدية، والإشارة إلى العقيلات، يعطي الرواية بعدًا محليًا مهمًا، يربط القارئ السعودي بتاريخ شعبه، وليس كمتلقي لتراث أجنبي فقط.
- الترابط بين المشاريع الكبيرة وقصص الأفراد: كيف تؤثر المشاريع (هنا صفقة تجارة إبل وفيلق تعبئة) على حياة الأفراد، على الأحلام، على المآسي، على الفخر. هذا الربط الإنساني يجعل القصة ذات صدى.
- الخيال التاريخي كأداة لاستعادة المجهول: الرواية تستثمر ما هو غير موثّق أو ما غاب من التاريخ الرسمي لتملأه بسرد إنساني، ما يوسع الأفق أمام القارئ للتساؤل والبحث.
نقاط التحدي والخيال مقابل التاريخ
- وجود عناصر خيالية/تخييلية قد تجادل معها بعض القرّاء: هل فعلاً تم إرسال حمالة نجدية من العَقِيْلات إلى أمريكا؟ لا تظهر هذه التفاصيل في المصادر الموثوقة.
- خطر المبالغة أو اختلاق بعض الوقائع قد يثير جدلاً تاريخيًّا، لكن هذا مقبول في الخيال التاريخي طالما يُفهم أن العمل هو رواية وليس بحثًا تاريخيًا.
- الحيرة بين الدقة التاريخية والسرد الأدبي: القارئ المهتم بالتاريخ قد يتوقع وثائقًّا أو مصادر، وقد لا يجدها كلها في الرواية إن اعتمد المؤلف كثيرًا على البناء الخيالي.
التقييم النهائي
رواية “فيلق الإبل” تبدو تحفة منتظرة تجمع بين التاريخ الخفي، والمغامرة، والسرد المحلي المشبّع بالانتماء. أحمد السماري يُبدع في فتح صفحة مضيئة من التاريخ المهمل، يقدم رواية يمكن أن تكون نقطة فاصلة في التاريخ الروائي السعودي المعاصر.
إذا نجح المؤلف في المزج بين التاريخ والخيال بإتقان، سيكون هذا الكتاب:
- تجربة قراءة مشوّقة للمهتمين بالتاريخ، السفر، والمغامرات.
- عمل أدبي يعيد سرد التاريخ من منظور سعودي-شخصي، ما يوفر وجدانًا محليًّا يُشعرك أن الرواية ليست فقط قصة بعيدة، بل جزء من هويتك.
- إضافة مهمة إلى الأدب السعودي المعاصر لكونه يستحضر أحداثًا غير مكرّتة في الرواية غالبًا، يوسّع دائرة الرواية التاريخية في السرد المحلي.






