رواية كلاريسا للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ

رواية كلاريسا للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ، والتي صدرت حديثًا عن دار كلمات بترجمة إكرام صغيري

تعريف بالكتاب

العنوان: كلاريسا
المؤلف: ستيفان زفايغ
الترجمة: إكرام صغيري
الناشر: دار كلمات
عدد الصفحات: غير مذكور (يتوقع أنه متوسط الحجم بالنظر إلى أعمال زفايغ الأخرى)
النوع الأدبي: رواية – أدب عالمي

نبذة عن الكاتب

ستيفان زفايغ (1881-1942)، كاتب نمساوي شهير، يُعد من أعظم كتّاب النمسا في القرن العشرين.

تميز بأسلوبه الإنساني العميق، وتحليله النفسي الدقيق للشخصيات، وتناوله لمآسي الإنسان الأوروبي في ظل الحربين العالميتين. من أشهر أعماله: “لاعب الشطرنج”، “رسالة من امرأة مجهولة”، و”فوضى المشاعر”.

عن رواية كلاريسا

كُتبت هذه الرواية عام 1981 بعد وفاة زفايغ بسنوات، وقد اكتُشفت لاحقًا بين أوراقه غير المكتملة.

بدأ في كتابتها قبل انتحاره، ولكن لم يُتمها، مما يُضفي عليها طابعًا خاصًا من الحزن والتأمل في مصير الإنسان.

الرواية تصوّر قصة كلاريسا، الشابة التي تعيش بين زمنين: زمن البراءة والزمن المضطرب للحرب العالمية الأولى.

وبين هذين الزمنين، تتكشّف التحولات الكبرى التي تضرب أوروبا، وتنعكس على الأفراد العاديين الذين غالبًا ما يكونون ضحايا لا صوت لهم.

أجواء الرواية وأسلوبها

تمتاز الرواية بأجواء نفسية مشحونة، وتحليلات دقيقة لعالم الطبقة المتوسطة، والأثر البالغ الذي تتركه الأحداث الكبرى – كالحرب – على حياة الأشخاص العاديين.

تشبه في جوّها روايته “فتاة مكتب البريد” من حيث التأمل في الهشاشة النفسية والمعاناة الداخلية.

برغم عدم اكتمالها، فإن الرواية تُظهر عبقرية زفايغ في رسم المشاهد، وبراعته في التقاط تفاصيل الحياة اليومية والوجدانية.

نلحظ في شخصيات الرواية، خاصة البطلة، التوتر بين الواجب والرغبة، وبين السلام الداخلي وضجيج العالم الخارجي.

الترجمة

الترجمة التي قامت بها إكرام صغيري جاءت دقيقة وسلسة، حريصة على نقل أجواء اللغة الألمانية الأصلية دون افتعال أو تفخيم.

اللغة واضحة، مشبعة بإحساس النص الأصلي، وتنقل مشاعر القلق، الارتباك، والبحث عن المعنى بصدق.

القيمة الأدبية والفكرية

ما يميز “كلاريسا” ليس فقط حبكتها، بل قدرتها على كشف هشاشة الإنسان أمام تحولات العالم.

تقدم الرواية مرآة لحالة التحوّل التي عاشها الغرب في مطلع القرن العشرين، من السلم إلى الحرب، ومن الحلم إلى الهاوية. شخصيات زفايغ، ومنها كلاريسا، ليست بطولية بالمعنى التقليدي، بل بطولاتهم داخلية، وصراعاتهم نفسية، مما يمنح الرواية طابعًا إنسانيًا بالغ التأثير.

اقتباس معبّر من غلاف الرواية

“قدرته على أن يصنع من الأشخاص الصغار والبسطاء أبطالاً لرواياته، ويرصد لنا الأحداث الكبرى من خلال أعين هؤلاء الصغار.”

في الختام

رواية كلاريسا ليست مجرد سرد حكاية فتاة، بل هي شهادة أدبية على زمن الانهيارات الكبرى، وزمن فقدان البراءة.

إنها رواية عن الإنسان كما رآه زفايغ: هشًّا، متألمًا، يبحث عن المعنى وسط الخراب.

أنصح بها لكل من يهتم بالأدب النفسي، أو يرغب في فهم التحوّلات العميقة التي عصفت بأوروبا في بداية القرن العشرين من خلال تجربة شخصية حميمية ومؤثرة.

رواية كلاريسا للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى