رواية ما لم يرد ذكره من سيرة أضحية مثايل الشمري

الكويت – ثقافة وأدب
أصدرت منشورات تكوين في الكويت الرواية القصيرة ما لم يرد ذكره من سيرة أضحية للكاتبة الكويتية مثايل الشمري، لتقدّم للقارئ العربي نصًا يزاوج بين الشعرية والجرأة في الطرح.
من خلال عنوان صادم ومثير للتأمل، وأسلوب سردي خاص، تفتح الرواية نافذة على أعماق النفس البشرية والعلاقات الإنسانية المعقدة.
عنوان يثير التساؤلات ويمسّ المحظور
اختيار الشمري لعنوان مثل “ما لم يرد ذكره من سيرة أضحية” ليس مجرد عنصر جمالي، بل هو مدخل فلسفي للعمل.
العنوان يترك القارئ أمام احتمالات متعددة: هل نحن أمام اعترافات شخصية غابت عن الضوء؟ أم كشف لتفاصيل مسكوت عنها في مجتمع محافظ؟ العنوان بحد ذاته يثير الفضول ويهيئ المتلقي لقراءة نص يتجاوز السرد التقليدي.
سرد يمزج الواقعية بالشعرية

تعتمد الرواية على أسلوب سردي يجمع بين الواقعية الدقيقة واللغة الشعرية الرقيقة. المقتطف الموجود على الغلاف الخلفي:
“رفعت ثوبها حتى نصف ساقيها، ودخلت البحر. شاهدت سلطان يبتعد أكثر، فعدلت من جلستي، حالما لامس الماء ساقيها، صارت ترتجف وتضحك مثل طفلة.”
هذا المشهد البسيط في ظاهره يكشف عن قدرة الكاتبة على استخدام التفاصيل اليومية الصغيرة لتجسيد عواطف كبيرة:
الرغبة في التحرر، التردد، البراءة الممزوجة بالدهشة.
إنها لغة حسية تجعل القارئ يشارك الشخصيات لحظاتها الحميمة.
مضمون إنساني يعكس الهشاشة والقوة
الرواية ليست مجرد حكاية عن شخصيات وأحداث، بل رحلة داخل المشاعر الإنسانية.
تصف الشمري مزيجًا من الخوف والرغبة، والانعتاق والحنين، وتطرح أسئلة حول معنى التضحية وحدود الحرية الشخصية.
يلمس القارئ في النص إحساسًا عميقًا بالهشاشة الإنسانية، لكنه في الوقت نفسه يجد فيه تأكيدًا على قدرة الروح على المقاومة والبحث عن الضوء.
أهمية العمل في المشهد الأدبي العربي
في ظل المشهد الأدبي الخليجي الذي يشهد تناميًا للأصوات النسائية، تأتي هذه الرواية كإضافة نوعية.
فهي لا تكتفي بطرح موضوعات حساسة بل تقدّمها بلغة جمالية تضيف بعدًا فنيًا للنص.
كما أن نشر هذا العمل من قبل منشورات تكوين، المعروفة بانتقاء الإصدارات المميزة، يعكس إدراكًا لقيمة النصوص التي تتحدى المألوف وتوسّع حدود السرد العربي المعاصر.
خلاصة
ما لم يرد ذكره من سيرة أضحية ليست مجرد رواية قصيرة، بل تجربة أدبية تدعو القارئ إلى مواجهة الأسئلة الصعبة عن الذات والمجتمع.
بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق، وبين الشعرية والواقعية، تترك مثايل الشمري بصمة واضحة على خارطة الأدب العربي الحديث، وتفتح أفقًا جديدًا للرواية الكويتية والخليجية.
