صيحة البابلي للشاعر مهدي سلمان

صدر حديثًا عن منشورات تكوين في الكويت ديوان شعري جديد بعنوان “صيحة البابلي” للشاعر مهدي سلمان، ليقدّم إضافة لافتة إلى المشهد الشعري العربي المعاصر.
يعكس الديوان حضورًا قويًا للغة ككائن حي نابض، ويمزج بين التراث والأسطورة البابلية والهم الإنساني المعاصر في صياغة شعرية متجددة.
عن الديوان وأجوائه
يحمل “صيحة البابلي” صرخة تتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ، وكأنها امتداد لصوت الإنسان الأول الباحث عن معنى الوجود. النصوص تحاور الأزمنة والحضارات، وتستحضر إرث بابل كمركز رمزي للحضارة والمعرفة، في محاولة لإعادة قراءة الماضي كمرآة للحاضر.
على الغلاف الخلفي، يكتب سلمان:
“هناك كان الكلام، كله دفعة واحدة،
صيحة تتضمن كل الذي قيل منذ البداية…
في النهاية ليس هناك إلا البداية…”
هذا المقطع يلخّص فلسفة الديوان التي ترى في الكلام بداية أبدية تتكرر بلا نهاية، وفي الشعر وسيلة لإحياء الذاكرة الجماعية.
الرموز والثيمات الرئيسية
- البداية واللانهاية: النصوص تدور حول فكرة الديمومة، حيث يصبح الكلام والخلق متصلين بلا حدود.
- الحقيقة والوهم: يخلط الشاعر بين الصدق والكذب، والحلم والواقع، ليُظهر هشاشة التصورات الإنسانية.
- الصوت الإنساني: صيحة البابلي ليست مجرد صوت فردي، بل صدى لأصوات الشعوب والتجارب الجمعية.
الأسلوب الشعري
يميل مهدي سلمان إلى لغة متينة تتداخل فيها الصور الكونية مع تفاصيل الحياة اليومية. تتسم نصوصه بالجرأة والبحث عن الإيقاع الداخلي أكثر من التزام الأشكال التقليدية.
كما يمنح القارئ حرية التأويل، ما يجعل الديوان مناسبًا لمحبي الشعر الحر والقراءات العميقة.
أهمية الإصدار
يمثل هذا العمل استمرارًا لمسيرة مهدي سلمان في تقديم شعر يوازن بين الفكر والإحساس، وبين الإرث الثقافي والتجريب الحداثي.
ويؤكد دور منشورات تكوين في دعم المواهب الشعرية الخليجية والعربية، وترسيخ حضور الكويت كمحطة ثقافية رائدة.
خاتمة
يعد ديوان “صيحة البابلي” إضافة ثمينة إلى المكتبة العربية، ودعوة لاكتشاف صوت شعري يعيد تشكيل العلاقة بين الماضي والحاضر.
لعشاق الشعر الحديث والأساطير القديمة، يقدّم هذا الديوان تجربة غنية تُذكّر بأن الكلمة لا تزال قادرة على إيقاظ الذاكرة وتحريك الوجدان.
