قصة قصيرة قصة إيليا مملكة فيلاريا
في زمن بعيد، حيث كانت السماء تتلألأ بألوان غامضة لم يرها بشر من قبل، كانت هناك مملكة تُدعى فيلاريا.
هذه المملكة لم تكن كأي مملكة أخرى، فقد كانت تعيش فوق الغيوم. في فيلاريا، كل شيء كان مصنوعًا من الضوء؛ البيوت، الجسور، وحتى الأنهار التي تتدفق بهدوء كانت تتوهج بضوء ذهبي.
في قلب المملكة، عاش ملك حكيم يُدعى أولمار، وكان لديه ابنة تُدعى إيليا.
كانت إيليا فتاة فضولية، تحب المغامرة واكتشاف أسرار السماء التي كانت تُحيط مملكتها.
كانت دائمًا تتساءل: “ماذا يوجد تحت الغيوم؟ هل هناك عوالم أخرى مثل مملكتنا؟”
في أحد الأيام، بينما كانت إيليا تتجول في قصر والدها، وجدت كتابًا قديمًا في مكتبة القصر. كان غلاف الكتاب مصنوعًا من نسيج سحري، يتلألأ بألوان لا تشبه أي شيء رأته من قبل.
عندما فتحته، وجدت فيه خريطة قديمة، توضح طريقًا يؤدي إلى ما يسمى بـوادي النجوم الساقطة، مكان أسطوري يُقال إنه مليء بالأسرار والقوى السحرية.
أخبرت إيليا والدها عن الكتاب، لكنه حذرها قائلاً: “الوادي خطر يا إيليا. لا أحد عاد منه بعد أن ذهب إليه. هناك أسرار لا يجب أن تُكتشف.”
لكن إيليا لم تستطع مقاومة فضولها.
في ليلة هادئة، عندما كانت النجوم تتساقط بهدوء من السماء، تسللت إيليا من القصر واتجهت نحو الوادي.
كانت تحمل الخريطة في يدها وشعلة صغيرة من الضوء السحري لتضيء طريقها.
بعد مسيرة طويلة عبر الغيوم، وصلت إيليا أخيرًا إلى وادي النجوم الساقطة. كان المكان مليئًا بالأضواء اللامعة التي كانت تسبح في الهواء مثل الأسماك في الماء.
وفي وسط الوادي، رأت حجرًا كبيرًا يتوهج بلون أزرق ساحر.
كان هذا الحجر هو قلب الوادي، وكان يُقال إنه يحتوي على قوى هائلة يمكن أن تغير مصير العالم.
عندما اقتربت إيليا من الحجر، سمعت صوتًا همس في أذنها: “هل أنت مستعدة لتحمل القوة التي بداخلي؟ القوة التي يمكنها أن ترفع مملكتك إلى العظمة أو تُسقطها في الهاوية؟”
ترددت إيليا، لكنها قررت أن تلمس الحجر. في اللحظة التي فعلت فيها ذلك، شعرت بطاقة هائلة تتدفق في جسدها، ورأت رؤى لعوالم أخرى، مليئة بالكائنات العجيبة والمدن الطائرة.
لكنها رأت أيضًا خطرًا كبيرًا يقترب من مملكتها، قوة شريرة كانت تسعى للسيطرة على فيلاريا.
عادت إيليا إلى المملكة بسرعة، وحكت لوالدها ما رأت. أدرك الملك أن الوقت قد حان للاستعداد، فقام بتجهيز الجيش واستدعاء حكماء المملكة.
بفضل قوة الحجر ورؤى إيليا، استطاعت المملكة التصدي للخطر الذي كان يقترب، وحافظت على سلامها لسنوات عديدة.
لكن إيليا تعلمت درسًا مهمًا: القوة العظمى تأتي بمسؤولية كبيرة، والفضول قد يكون مفتاحًا لاكتشافات عظيمة، لكنه قد يجلب أيضًا مخاطر غير متوقعة.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت إيليا حامية مملكة فيلاريا، وقائدة حكيمة تُعرف باسم حارسة النجوم.