
صدر حديثًا باللغة الإيطالية عن دار النشر Bollati Boringhieri كتاب جديد للمؤرخ والباحث الإيطالي فرانشيسكو فيليبي بعنوان:
“Ma perché siamo ancora fascisti? Un conto rimasto aperto”
أي: ” لماذا لا نزال فاشيين ؟ حساب لم يُغلق بعد”.
هذا الكتاب يُعد استكمالًا لمشروع فيليبي الفكري الذي بدأه سابقًا بكتاب “Mussolini ha fatto anche cose buone” (موسوليني قام أيضًا بأشياء جيدة)، حيث يسعى المؤلف فيه إلى تفكيك السرديات الزائفة المرتبطة بالفاشية الإيطالية، ويكشف كيف أنها، رغم سقوطها السياسي، ما زالت مترسخة في الوعي الجمعي والسلوكيات اليومية.
أطروحة كتاب لماذا لا نزال فاشيين فاشية بلا بذلة رسمية
يرى فرانشيسكو فيليبي أن الفاشية ليست فقط حقبة ماضية في تاريخ إيطاليا، بل هي “منظومة ذهنية وثقافية”.
الفاشية الحقيقية – بحسب المؤلف – لا تحتاج إلى قمصان سوداء وشعارات عسكرية، بل تكفيها نزعات الاستعلاء، كراهية الآخر، تقديس السلطة، ورفض النقد.
في مقال بموقع DonPaolo.it، يُشير إلى أن فيليبي “يُظهر أن الفاشية لم تنته بهزيمة موسوليني، بل أعادت تشكيل نفسها داخل العقل الجماعي الإيطالي، وتغلغلت في التربية، والإعلام، والخطاب السياسي والاجتماعي اليومي”.
نظرة تحليلية على محتوى كتاب لماذا لا نزال فاشيين

يقسم الكتاب إلى ثلاثة محاور رئيسية:
- الجذور: كيف تأسست الفاشية؟ ما الظروف التي غذّت صعودها؟ وما أدوات خطابها؟
- الامتداد: كيف تستمر الفاشية في الحضور، حتى من دون وجود حزب فاشي رسمي؟ كيف تتجلى في الخطاب القومي والعنصري؟
- الديمقراطية كفعل مناهض: يوضح فيليبي أن مناهضة الفاشية لا تعني فقط رفض الاستبداد، بل تتطلب ممارسة واعية للديمقراطية في تفاصيل الحياة اليومية.
الكاتب فرانشيسكو فيليبي
يُعتبر فيليبي من أبرز المؤرخين الإيطاليين المعاصرين الذين يشتغلون على “تاريخ الذهنيات”، وقد لمع اسمه في السنوات الأخيرة بسبب أسلوبه الجريء والمباشر، الذي يمزج بين البحث الأكاديمي والسرد التوعوي.
من أبرز أعماله:
- “Mussolini ha fatto anche cose buone” (2019)
- “Noi però gli abbiamo fatto le strade” (2021)
- “Prima gli italiani! (sì, ma quali?)” (2021)
وهو كذلك ناشط في مجال التعليم الثقافي عبر رحلات شبابية تنظمها جمعية Deina للتأمل في ذاكرة أوروبا التاريخية.
دار النشر Bollati Boringhieri
دار نشر عريقة تأسست عام 1957، وتُعرف بتخصصها في نشر الأعمال الفكرية والفلسفية والعلمية ذات الطابع الجاد. ونشر هذا العمل في كنفها يعكس قيمته ومصداقيته العلمية والثقافية.
اقتباسات من مواقع عالمية
- موقع وزارة الثقافة الإيطالية (Fare Voci)
في مراجعة نُشرت ضمن سلسلة “أصوات الذاكرة”، وُصف الكتاب بأنه “مرآة حرجة لذاكرة مشوشة” و”أداة لفهم كيف أن عدم مواجهة الماضي يؤدي إلى إعادة إنتاجه”.
اقرأ المقال - موقع DonPaolo.it
وصف الكتاب بأنه “أكثر من دراسة تاريخية؛ إنه نداء أخلاقي وسياسي وفكري لكل من يخشى أن تتكرر الكارثة”.
المراجعة الكاملة - متجر LaFeltrinelli
أدرج الكتاب ضمن أكثر الكتب مبيعًا في قسم “السياسة والتاريخ”، وحصل على تقييمات عالية من القراء. أحدهم كتب: “كتاب لا غنى عنه لفهم كيف نعيش اليوم في ظل فاشية ناعمة، تغلّف نفسها بشعارات الحرية، بينما تهددها”.
عرض الكتاب - متجر IBS.it
وصفه بأنه “تحليل رصين ودقيق لتشابك السياسة والذاكرة والتربية”، وأشاد بإسهامه في إعادة التفكير بتاريخ الفاشية من زاوية الثقافة اليومية.
عرض الكتاب - Amazon.it
حصل على متوسط تقييم 4.7 من 5، مع تعليقات تُشيد بلغته السهلة وتحليله العميق.
صفحة الكتاب على أمازون

لماذا يُعد كتاب لماذا لا نزال فاشيين مهمًا اليوم؟
- لأنه يكشف كيف تُمارس الفاشية اليوم بأشكال جديدة، ضمن خطاب الهوية والعنصرية والشعبوية.
- لأنه يدعو إلى الوعي لا الصدمة، إلى الفهم لا التجاهل، إلى العمل لا الشكوى.
- لأنه يُعلمنا أن الديمقراطية ليست هبة، بل مشروع يجب الدفاع عنه دائمًا.
الخلاصة
كتاب “لماذا لا نزال فاشيين؟” لفرانشيسكو فيليبي هو عمل فكري بالغ الأهمية، يُلامس الوعي الجمعي، ويعيد تعريف الفاشية لا كحدث ماضٍ، بل كحالة يمكن أن تتكرر في كل وقت إذا غابت الذاكرة، وضعفت الثقافة، وخمدت المقاومة.
هذا الكتاب لا يُقرأ فقط كوثيقة تاريخية، بل كدعوة مفتوحة لممارسة نقدية يومية للواقع… كي لا نكون جزءًا من فاشية لم نعد نراها، لأنها أصبحت نحن.
تعليق واحد