كتاب ما قل ودل في النقد الأدبي ناديا كعوش

(إصدار دار شفق للنشر – الكويت)

يأتي كتاب ناديا كعوش “ما قل ودل في النقد الأدبي” كمساهمة رشيقة وواعية في حقل النقد العربي المعاصر، حيث تسعى المؤلفة إلى إعادة ربط النقد الأدبي بجوهره الإبداعي والإنساني بعيدًا عن التعقيد الأكاديمي أو اللغة النخبوية المغلقة.

الكتاب موجّه إلى القرّاء والكتّاب والنقّاد الهواة والمهتمين بالأدب على السواء، ويقدّم مادة ثرية بأسلوب مبسّط دون أن يُفرّط في العمق.

الموضوعات الأساسية

كتاب ما قل ودل في النقد الأدبي ناديا كعوش
Oplus_131072
  • العلاقة بين الأدب والنقد: تفتتح كعوش نقاشًا صريحًا حول الكيفية التي يمكن بها للأدب والنقد أن يكونا في حوار متكامل، لا في صراع أو تعالٍ أحدهما على الآخر.
  • الفصل بين النقد والتنظير الأدبي: توضّح الفرق الجوهري بين نقد النصوص وتحليلها عمليًا وبين بناء النظريات المجردة، مؤكدة أن الأديب أو الناقد الجيد ليس بالضرورة منظّرًا كبيرًا.
  • مستقبل الرواية والتجريب الفني: تتوقف عند التحولات الكبرى في السرد العربي والعالمي، وتدعو إلى الانفتاح على أشكال جديدة دون الخضوع لمعايير جامدة.
  • النقد على وسائل التواصل الاجتماعي: تناقش ظاهرة المراجعات السريعة والآراء المتناثرة، وتحذّر من اختزال النصوص الكبيرة في أحكام متسرعة أو أرقام تقييمية باردة.
  • المعايير الرقمية في التقييم: تنتقد الميل إلى تحويل القيمة الجمالية للأدب إلى أرقام ونسب، معتبرة أن النقد فعل إنساني أكثر منه حساب رياضي.
  • علاقة النقد الأدبي بالفنون الأخرى: تُبرز التواشج بين الأدب والفن التشكيلي والمسرح والعلوم الإنسانية، داعية إلى نقد متعدد الزوايا.

أسلوب الكتاب

ناديا كعوش تكتب بلغة سلسة وهادئة، بعيدة عن المصطلحات الثقيلة، لكنها لا تتخلى عن الدقة أو العمق.

الأمثلة التي تستخدمها تمنح القارئ إحساسًا عمليًا، وتجعل الأفكار النقدية قابلة للتطبيق.

أسلوبها يشجّع القرّاء غير المتخصصين على دخول عالم النقد بثقة أكبر، ويذكّر المتمرسين بأهمية العودة إلى البساطة والوضوح.

أهمية الإصدار في السياق العربي

في زمن طغت فيه المراجعات السريعة والتقييمات الرقمية، يعيد هذا الكتاب الاعتبار للنقد كحوار حيّ بين النصوص والقراء.

كما أنه يفتح بابًا لمناقشة قضايا غالبًا ما تُهمل في النقاشات العامة، مثل مسؤولية الناقد أمام القارئ، وأهمية الحفاظ على إنسانية التجربة الجمالية.

نقاط القوة

  • وضوح الأفكار وسلاسة العرض، ما يجعله مناسبًا للمبتدئين والمهتمين على حد سواء.
  • اختياره موضوعات معاصرة مثل أثر وسائل التواصل الاجتماعي والمعايير الرقمية.
  • الموازنة بين الجانب التطبيقي والنظري، مع حضور رؤية شخصية للمؤلفة.

ملاحظات بسيطة

  • قد يجد بعض القراء المتخصصين أن بعض المعالجات مختصرة، فالكتاب لا يهدف إلى تقديم موسوعة نقدية بقدر ما يقدم مدخلًا ذكيًا ومباشرًا.
  • الأمثلة، رغم تنوعها، يمكن أن تكون أكثر التصاقًا بالنصوص العربية الحديثة لتعميق الارتباط بالسياق المحلي.

خلاصة

“ما قل ودل في النقد الأدبي” كتاب جدير بالاقتناء لكل من يهتم بالأدب ويريد فهمًا أعمق لفن القراءة والتحليل.

إنه بمثابة دعوة إلى ممارسة النقد بروح مفتوحة وبعيدًا عن الأحكام المسبقة أو الصيغ الجافة.

بفضل لغته الرشيقة وموضوعاته الجريئة، يثري الكتاب الساحة الثقافية العربية ويمنح القرّاء أداة سهلة وفعّالة لتقدير النصوص الأدبية بشكل أعمق وأكثر وعيًا.

كتاب ما قل ودل في النقد الأدبي ناديا كعوش
Oplus_131072

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى