لامين يامال يُعيد أمجاد ميسي

هل نعيش بداية أسطورة جديدة في الكامب نو؟ لامين يامال يُعيد أمجاد ميسي في أول 100 مباراة مع برشلونة

في زمن تتسارع فيه الخطى وتتغير فيه موازين القوى داخل ملاعب كرة القدم، يظهر بين الحين والآخر لاعب يشق طريقه بثقة ليعلن عن ميلاد أسطورة جديدة.

واليوم، كل الأنظار تتجه إلى الجوهرة الكتالونية الجديدة: لامين يامال، الذي في عمر 17 فقط، بدأ يكتب فصلاً جديداً من كتاب المجد في نادي برشلونة، بل ويفتح باب المقارنات مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.

الأرقام لا تكذب يامال على خطى ميسي!

خلال أول 100 مباراة خاضها لامين يامال بقميص برشلونة، حقق أرقاماً تكاد تتطابق مع أرقام ميسي في بداياته.

سواء من حيث عدد الأهداف أو المساهمات الحاسمة أو حتى التأثير الفني على شكل اللعب الهجومي للفريق، فإن يامال يثبت يوماً بعد يوم أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع نجم عالمي.

رغم أن لامين أصغر بسنتين من ميسي حين بلغ المباراة رقم 100، فإن الفارق في الأرقام محدود للغاية، بل يتفوق في بعض التفاصيل، مما يطرح تساؤلات جدّية: هل نشهد فعلاً ولادة أسطورة جديدة ستخلدها مدرجات كامب نو لعقود قادمة؟

موهبة من ذهب صعود صاروخي بلا سقف

ولد لامين يامال في 13 يوليو 2007، لأب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، وبدأ رحلته في أكاديمية “لا ماسيا” منذ نعومة أظفاره.

وسرعان ما جذب أنظار الكشافين والمدربين، بفضل لمساته المميزة، وسرعته، وجرأته في مواجهة الخصوم.

ما يميّزه ليس فقط موهبته الطبيعية، بل نضجه التكتيكي والفني، الذي يبدو وكأنه لاعب في أواخر العشرينات، لا في سن المراهقة!

الثقة من تشافي… والمكانة في قلوب الجماهير

حين قرر المدرب تشافي هيرنانديز تصعيد يامال للفريق الأول، لم يكن القرار مجرد تجربة، بل إعلان واضح بأن برشلونة يراهن على هذا الفتى في بناء مشروعه القادم. سرعان ما أصبح عنصراً أساسياً في التشكيلة، يلعب بحرية على الجناح الأيمن، يراوغ، يصنع، ويسجّل، ويشعل المدرجات بحركاته الفنية التي تُذكر بعصر ميسي الذهبي.

الجماهير، من جانبها، احتضنته بكل الحب. هتافات باسمه، أقمصة تحمل الرقم 27 (ثم الرقم 11 لاحقاً)، وتفاعل جنوني على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُلقّب بـ”الطفل المعجزة”، و”ميسي الجديد”.

بين الظل والنور هل يتحمل لامين ضغوط المقارنة؟

لكن، خلف كل هذا البريق، يقف تحدٍّ كبير: ثقل المقارنة مع ليونيل ميسي. فكم من موهبة وُئدت تحت وطأة التوقعات؟ وكم من لاعب ظُلم حين قورن بلاعب خارق كالمعجزة الأرجنتينية؟
لكن لامين يبدو مختلفاً. لا يبدو أنه متأثر بهذه المقارنات، بل يستخدمها كحافز ليقدّم المزيد، ويتطوّر بسرعة لافتة، ويتقبل النقد والنصيحة بروح عالية.

مستقبل واعد وأحلام لا تنتهي

في ظل الأزمة المالية التي مرّ بها برشلونة، وبحثه الدائم عن هوية جديدة بعد رحيل ميسي، يُمثل لامين يامال بصيص الأمل الذي تحتاجه الجماهير.

هو ليس فقط موهبة فردية، بل رمز لفكرة برشلونة: الاعتماد على أبناء “لا ماسيا”، وبناء النجوم من داخل النادي، لا استيرادهم بمبالغ ضخمة.

ويبدو أن الإدارة تعي جيداً هذه القيمة، حيث سارعت إلى تجديد عقده حتى 2026، مع شرط جزائي ضخم وصل إلى مليار يورو، وهي رسالة واضحة مفادها: “لامين ليس للبيع… إنه مستقبلنا”.

الخلاصة ميسي آخر أم يامال الأول؟

قد لا يكون من العدل أن نطالب يامال بتكرار مسيرة ميسي التي دامت 17 عاماً مع برشلونة، حمل خلالها الفريق إلى المجد المحلي والقاري.

لكن، ما نراه اليوم ليس مجرد لاعب واعد، بل نجمٌ في طور التكوين، يمتلك كل المقومات ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي.

ربما لن يكون “ميسي جديداً”، لكنه لامين يامال الأول، وبداية أسطورة جديدة ترسم ملامحها في الكامب نو، أمام أعيننا، مباراةً بعد أخرى.

فهل نعيش فعلاً بداية عهد جديد في برشلونة؟ وهل يحمل هذا الفتى على عاتقه إرثاً ثقيلاً سيحوّله إلى رمز من رموز الكرة العالمية؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة… لكن الحلم بدأ بالفعل.

لامين يامال يُعيد أمجاد ميسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى