الإرث الثقافي للشيخ زايد
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها، ترك إرثاً ثقافياً عظيماً لا يزال يشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الإماراتية والعربية.
لم يكن الشيخ زايد مجرد قائد سياسي فقط، بل كان أيضاً قائداً ثقافياً وفكرياً بامتياز، حيث تبنى رؤية شاملة للتنمية التي لم تقتصر على الاقتصاد والسياسة، بل شملت أيضاً تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية والتعليمية.
يتجسد إرثه الثقافي في العديد من المبادرات والمشاريع التي أطلقها وأسسها، وكذلك في المبادئ التي آمن بها ودعا إليها.
1 دعم التراث الثقافي الإماراتي
كان الشيخ زايد متمسكاً بتراثه العربي والإسلامي، وسعى إلى الحفاظ على الثقافة الإماراتية الأصيلة.
فقد شجع على إحياء الفنون التقليدية مثل الصيد بالصقور، والفروسية، والأهازيج الشعبية، والأشغال اليدوية التراثية.
عمل على إنشاء العديد من المؤسسات التي تساهم في الحفاظ على التراث، مثل “نادي تراث الإمارات”، وأشرف على إقامة مهرجانات ثقافية تركز على التعريف بالتراث الشعبي.
2 التعليم والمعرفة
من أبرز ركائز الإرث الثقافي للشيخ زايد هو دعمه الكبير للتعليم.
كان يرى أن بناء الإنسان هو أساس بناء الوطن، ولذلك أنشأ المدارس والجامعات وأطلق المبادرات التعليمية التي تضمن تربية الأجيال على قيم العلم والمعرفة.
أسس جامعة الإمارات العربية المتحدة كأول جامعة وطنية في الدولة، وساهم في نشر التعليم المجاني لجميع المواطنين.
3 الاهتمام باللغة العربية
الشيخ زايد كان مؤمناً بضرورة الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية العربية.
ولذلك كان يدعم كل المبادرات التي تركز على تعزيز اللغة العربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام.
ساهم في تعزيز دور الشعر والأدب العربي من خلال المهرجانات والفعاليات الثقافية التي كانت تعقد تحت رعايته.
4 البيئة والتنمية المستدامة
إلى جانب دوره في تعزيز الثقافة الإنسانية، كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
أسس العديد من المحميات الطبيعية والمبادرات البيئية، وسعى إلى ترسيخ قيم الاهتمام بالبيئة في الثقافة الإماراتية.
جائزة “زايد للاستدامة” هي من أبرز الأمثلة على إرثه في هذا المجال.
5 العمل الإنساني والثقافي الدولي
لم يكن الشيخ زايد يهتم فقط بالإرث الثقافي الإماراتي، بل كان داعماً كبيراً للعمل الثقافي والإنساني على المستوى الدولي.
من خلال بناء جسور التعاون الثقافي مع دول العالم العربي والعالم، سعى الشيخ زايد إلى تعزيز السلام والفهم المتبادل بين الشعوب.
كما كانت هناك العديد من المشاريع الخيرية التي أطلقها لدعم التعليم والرعاية الصحية في العديد من الدول الفقيرة.
6 تأسيس المهرجانات الثقافية
لترسيخ الثقافة في المجتمع الإماراتي، قام الشيخ زايد بتأسيس العديد من المهرجانات الثقافية التي تهدف إلى التعريف بالثقافة الإماراتية ونقلها إلى الأجيال القادمة.
من أبرز هذه المهرجانات “مهرجان الشيخ زايد التراثي” الذي يحتفي بالعادات والتقاليد الإماراتية، ويعرض الفن الشعبي والحرف اليدوية، ويقدم منصة للتواصل بين الثقافات المختلفة.
7 الإبداع الأدبي والفني
كان الشيخ زايد من أكبر الداعمين للفن والأدب. فقد شجع الشعراء والكتاب والفنانين على التعبير عن أنفسهم وإبداعهم، وساهم في تأسيس العديد من الجوائز الأدبية والفنية التي تهدف إلى تكريم المبدعين وتحفيز الشباب على الانخراط في الفنون والآداب.
ومن بين هذه الجوائز جائزة الشيخ زايد للكتاب التي أصبحت من الجوائز الأدبية المرموقة على مستوى العالم العربي.
8 المتاحف والمراكز الثقافية
لترسيخ أهمية التاريخ والثقافة، ساهم الشيخ زايد في إنشاء العديد من المتاحف والمراكز الثقافية في الإمارات.
ومن بين هذه المتاحف “متحف اللوفر أبوظبي” الذي يمثل جسراً ثقافياً بين الشرق والغرب، ومتحف “زايد الوطني” الذي يروي تاريخ الإمارات ويركز على دور الشيخ زايد في بناء الدولة.
الخلاصة
الإرث الثقافي للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لا يزال يؤثر في المجتمع الإماراتي والعربي بشكل عام.
من خلال تمسكه بالقيم التقليدية والتراث الثقافي، ودعمه الكبير للتعليم والمعرفة، وعمله على تعزيز التعاون الثقافي والإنساني الدولي، نجح الشيخ زايد في بناء أسس متينة لمجتمع مزدهر ثقافياً وفكرياً.
إرثه يستمر في التأثير في الأجيال القادمة، ويظل مصدر إلهام للتطور والنمو المستدام.