الكاتب الفرنسي ذو الأصل الجزائري كمال داود على جائزة “غونكور” لعام 2023

حصل الكاتب الفرنسي ذو الأصل الجزائري كمال داود على جائزة “غونكور” لعام 2023، وهي من أرفع الجوائز الأدبية في العالم الفرانكوفوني، وذلك عن روايته “الحوريات” التي تتناول الحرب الأهلية في الجزائر خلال “العشرية السوداء” (1992-2002).

صدرت الرواية عن دار “غاليمار”، وتسبر أغوار فترة مضطربة ودامية من تاريخ الجزائر، مستعرضةً تأثيراتها الاجتماعية والسياسية والإنسانية بمهارة أدبية تبرز رؤية داود العميقة والنقدية للمجتمع الجزائري.

نال داود دعمًا كبيرًا من أعضاء أكاديمية غونكور، حيث حصد ستة أصوات من أصل عشرة، متفوقًا على منافسيه مثل الكاتبة الفرنسية إيلين غودي، التي حصلت على صوتين، بالإضافة إلى ساندرين كوليت والكاتب غاييل فاي الذي حاز جائزة “رونودو” عن روايته “جاكراندا”.

وتتناول رواية فاي إعادة بناء رواندا بعد الإبادة الجماعية عام 1994، ما يجعل الروايتين تتشابهان في تناولهما لموضوعات الصراعات الإنسانية العميقة ومعالجة تداعيات العنف على الفرد والمجتمع.

يشكل فوز كمال داود إضافة نوعية لمسيرته الأدبية، وهو الذي اشتهر برواياته التي تجمع بين العاطفة العميقة والنقد الثقافي والاجتماعي. تعكس “الحوريات” روح داود في استعادة الحكايات الشعبية والذاكرة الجماعية، وتفتح نقاشات حول الهوية، الدين، والسياسة بأسلوب شاعري، ما جعلها تحظى بتقدير واسع من النقاد والجمهور.

عن رواية الحوريات

رواية “الحوريات” للكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود هي عمل أدبي مميز حصل على جائزة غونكور، وتتناول الرواية موضوع الحرب الأهلية الجزائرية التي دارت بين عامي 1992 و2002، والمعروفة بــ”العشرية السوداء”. يعرض داود عبر سرده الدقيق معاناة الجزائر في تلك الحقبة الدموية، حيث تمزقت البلاد بسبب الصراع بين القوى الإسلامية المتطرفة والدولة الجزائرية، وأثرت بشدة على الحياة الاجتماعية والثقافية للجزائريين.

من خلال الرواية، يسعى داود لاستكشاف عمق الجراح النفسية التي خلفتها هذه الحقبة على أفراد الشعب، مبرزًا أثرها على حياة الناس اليومية وعلاقاتهم الإنسانية. اختار عنوان “الحوريات” ليعكس الهروب إلى عوالم أكثر صفاءً وأمانًا بعيدًا عن واقع العنف. يُعرف داود بقدرته على تقديم رؤية نقدية شاملة للمجتمع الجزائري، مستندًا إلى تجربة شخصية وفهم عميق للواقع الاجتماعي والسياسي.

تجسد “الحوريات” ببراعة انحياز كمال داود إلى القصص التي تمزج بين الألم والأمل، وتبرز الرواية كمحاولة للعودة إلى الجذور والتعامل مع الماضي الشائك، مبرزةً عمق الأسئلة الإنسانية التي يطرحها الكاتب حول الهوية والحرية ومعنى العيش وسط الصراعات.

4o

عن الكاتب كمال داود وعن جائزة “غونكور

كمال داود

كمال داود هو كاتب وصحفي فرنسي من أصول جزائرية، وُلد عام 1970 في مدينة مستغانم الجزائرية. اشتهر كمال بكتاباته النقدية التي تطرح قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية تتعلق بالهوية والاستعمار والدين.

كانت روايته “ميرسو، تحقيق مضاد” التي أصدرها عام 2013، مستوحاة من رواية “الغريب” لألبير كامو، وقد حظيت بإشادة واسعة وترجمت إلى عدة لغات، حيث تعيد النظر في الاستعمار الفرنسي للجزائر من منظور مختلف، محققة شهرة عالمية واسعة وأثارت اهتمامًا دوليًا.

نجح داود في تأكيد مكانته كأحد أبرز الكتاب المعاصرين في العالم الفرانكوفوني، ويستمر في نشر مقالات فكرية وأدبية تثير الجدل وتطرح وجهات نظره حول القضايا الثقافية والدينية.

جائزة غونكور

هي أرفع الجوائز الأدبية الفرنسية، تأسست عام 1903 وتُمنح سنويًا لأفضل عمل روائي مكتوب باللغة الفرنسية.

تُعتبر الجائزة حلمًا لأي كاتب باللغة الفرنسية، نظرًا لشهرتها في تعزيز المبيعات والشهرة للكتب الفائزة.

تُمنح الجائزة عن طريق أكاديمية غونكور، التي تتكون من نخبة من الكتاب والنقاد الأدبيين، وغالبًا ما يكون العمل الفائز قادرًا على إحداث تأثير كبير في المجتمع الفرانكوفوني والعالمي بفضل قوة الموضوع وعمق التحليل الأدبي.

الكاتب الفرنسي ذو الأصل الجزائري كمال داود على جائزة "غونكور" لعام 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى