الكاتب الليبي الأمريكي هشام مطر بجائزة أفضل كتاب مترجم في فرنسا عن روايته أصدقائي

في خطوة أخرى تؤكد مكانته الأدبية المتزايدة في الساحة الأدبية العالمية، فاز الكاتب الليبي-الأمريكي هشام مطر بجائزة أفضل كتاب مترجم في فرنسا عن روايته “أصدقائي”، والتي صدرت عن دار غاليمار الفرنسية.
تعتبر هذه الجائزة، التي تأتي في فئة الرواية، تتويجاً لجهود هشام مطر في تقديم نصوص أدبية تعكس عمق الإنسان المعاصر، وتقلبات الحياة والهوية.
تعد رواية “أصدقائي” ثالث أعماله الروائية بعد “في حضرة الضوء” و”الاختفاء”، حيث يتابع مطر من خلالها استكشاف الأسئلة الوجودية الكبرى المتعلقة بالوطن، والصداقة، والعائلة، والانتماء.

الرواية مساحة للتساؤلات الإنسانية

تدور أحداث “أصدقائي” في إطار سردي عميق يعكس التوترات الداخلية التي يعيشها الإنسان عندما يتصادم مع الأسئلة الكبرى التي تحدد هويته.
عبر بطله، الذي يعكس صورة هشام مطر ذاته في العديد من التفاصيل، يستعرض الكاتب تجربة العودة إلى الوطن بعد سنوات من الغياب، ليلتقي من جديد بأصدقائه وأفراد عائلته، وهو محمل بتجربة المنفى الطويلة
في الرواية، لا يكتفي مطر بتناول الوقائع السياسية أو التاريخية فقط، بل يغوص في الأبعاد الإنسانية، حيث يركز على العلاقات الشخصية وكيفية تأثيرها على هوية الفرد وتصوراته عن الوطن.

الرواية ليست مجرد سرد لمجريات الحياة، بل هي تأمل عميق في الصداقات التي تتغير مع الزمن والظروف، وفي العلاقات العائلية التي قد تتحول إلى عبء أو إلى مصدر لا ينضب من الحب والدعم. هذا المزج بين البعد الشخصي والسياسي، ما يجعل من “أصدقائي” عملاً أدبياً يلامس الروح البشرية في أعمق أبعادها. تتسلل التساؤلات حول مفاهيم مثل الولاء والخيانة، الاستقلالية والتبعية، كيف يتشكل الفرد وكيف يمكن أن يغيره الزمن والمكان.

الجائزة والجوائز الأخرى

فازت “أصدقائي” بعدد من الجوائز الأدبية المرموقة التي تؤكد قوة تأثير مطر الأدبي على المستوى العالمي. وصول الرواية إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2024 كان بمثابة شهادة على قوة النص الأدبي وقدرته على جذب الانتباه في سياقات أدبية عالمية.
كما أنها كانت واحدة من الروايات النهائية في جائزة الكتاب الوطني الأمريكي، مما يعكس مكانتها البارزة في الأدب المعاصر. كما لا يمكن تجاهل فوزها بجائزة أورويل للأدب 2024، التي تميز الأعمال التي تقدم أبعادًا نقدية وتفكر في مواضيع الحرية والعدالة الاجتماعية.

الترجمة جسر بين الثقافات

لا شك أن الترجمة العربية التي قامت بها دار الشروق قد ساهمت في جعل هذا العمل أكثر قرباً للقارئ العربي. فاللغة في “أصدقائي” تتسم بالسلاسة والعذوبة، وتتحقق من خلالها عملية نقل عميقة بين الثقافات، حيث تبقى الأبعاد الإنسانية والأدبية التي يحملها النص كما هي، مع الحفاظ على تميز الأسلوب الذي يمتاز به هشام مطر.
وهذا ما يبرهن عليه استقبال الرواية في الوطن العربي، مما يعكس مدى تأثير مطر على الساحة الأدبية العالمية والمحلية في آنٍ واحد.

خلاصة

رواية “أصدقائي” هي أكثر من مجرد سرد لقصة أو وصف لعلاقة، إنها رحلة فكرية ونفسية تطرح تساؤلات كبيرة حول الهوية والانتماء في عالم اليوم.
هشام مطر من خلال هذه الرواية يقدم رؤية نقدية للعلاقات الإنسانية في زمن الأزمات والتغيير المستمر، في تسلسل سردي يجمع بين العمق والواقعية، ويأخذ القارئ في رحلة مع الذات والعالم من حولها.
فاز مطر بجائزة أفضل كتاب مترجم في فرنسا عن روايته “أصدقائي”، وهو فوز مستحق يبرز استمرار إبداعه ونجاحه في تقديم الأدب الذي يعكس الواقع ويتجاوز حدود الزمان والمكان.

Exit mobile version