جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة

جائزة “كتارا للرواية العربية” أصبحت خلال عقد من الزمن إحدى أهم الجوائز الأدبية في العالم العربي، حيث تستقطب الأعمال الروائية من مختلف أنحاء العالم العربي، وتتيح للكتاب والأدباء فرصة الظهور والتألق على مستوى عالمي.

في دورتها العاشرة، التي أعلنت عنها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” يوم الخميس، برزت أسماء مبدعة من مختلف الدول العربية، إذ تم تتويج 14 فائزاً في مختلف فئات الجائزة.

تألق الروايات المنشورة

كانت فئة الروايات المنشورة مليئة بالأعمال الأدبية التي تعكس التنوع الكبير في موضوعات وأفكار الرواية العربية المعاصرة.

حصل الكاتب اللبناني محمد طرزي على الجائزة عن روايته “ميكروفون كاتم صوت”، وهي رواية تتناول موضوعات حساسة تتعلق بحرية التعبير والتضييق على الأصوات الحرة في المجتمعات العربية، مما يجعلها صرخة أدبية ضد القمع.

من جهته، فاز الكاتب الفلسطيني علاء حليحل عن روايته “سبع رسائل إلى أم كلثوم”، وهي عمل أدبي يمتزج فيه السرد بالرمزية لتقديم رحلة عاطفية عبر الزمن، مستخدماً أيقونة الفن العربي، أم كلثوم، كشخصية محورية تحمل رمزية الوطن والمقاومة.

في حين حصد يوسف حسين من مصر الجائزة عن روايته “بيادق ونيشان”، التي تطرح فلسفة معقدة عن الحياة والصراعات الشخصية من خلال لعبة الشطرنج كاستعارة للعالم.

فئة الروايات غير المنشورة من الخيال إلى الواقع

أما في فئة الروايات غير المنشورة، التي تقدم منصة للكتاب الجدد الذين لم تتح لهم الفرصة بعد للنشر، فقد تميزت هذه الفئة بالتنوع الجغرافي والفكري.

فاز الكاتب المغربي ياسين كني عن روايته “ع ب ث”، التي تعكس رؤية فلسفية للوجود واللغة، بينما حصل الجزائري قويدر ميموني على الجائزة عن روايته “إل كامينو دي لا مويرتي”، وهي عمل يتناول التحديات المعاصرة بعمق من خلال تناول قضايا الهجرة والموت.

من سوريا، أبدعت ليزا خضر بروايتها “حائط الفضيحة”، التي تناولت بجرأة موضوعات اجتماعية حساسة ترتبط بقيم العائلة والشرف، وقدمها بأسلوب مشوق يتخطى التابوهات المعهودة.

الفئة القطرية تشجيع للكتابة المحلية

تقدم جائزة كتارا دعماً خاصاً للروايات القطرية، مما يعزز من الحراك الأدبي في قطر.

في هذه الدورة، حصلت كلثم جبر الكواري على الجائزة عن روايتها “فريج بن درهم”، التي تصور حياة أهل قطر في فترات زمنية مختلفة، وتبرز الروابط الاجتماعية العميقة والتغيرات التي شهدتها البلاد.

التميز في الرواية التاريخية غير المنشورة

وفي فرع الروايات التاريخية غير المنشورة، فاز الكاتب العراقي ضياء جبيلي عن روايته “ثورة الزنج”، التي تسلط الضوء على ثورة الزنج التي كانت واحدة من أهم الثورات التاريخية في العالم العربي.

قدم جبيلي عبر روايته صورة حيّة للصراع بين الحرية والعبودية، مما جعل العمل متميزاً على الصعيد الأدبي والتاريخي.

الاهتمام بالنقد والدراسات الأدبية

إلى جانب الروايات، تحتفي جائزة كتارا بالجهود النقدية التي تسهم في إثراء الأدب العربي.

في هذا السياق، فاز كل من هاشم ميرغني من السودان، وبوشعيب الساوري من المغرب، وبلقاسم عيساني من الجزائر، في فئة الدراسات النقدية، مما يعكس التنوع والاهتمام بالنقد الأدبي الذي يعزز من فهم وتقدير الروايات العربية.

رواية الفتيان أدب الأجيال الصاعدة

وفي فئة رواية الفتيان غير المنشورة، والتي تهدف إلى دعم الإبداع الأدبي الموجه للشباب، فاز كل من أبو بكر حمادي من الجزائر عن روايته “أنا أدعى ليبرا”، وعلاء الجابر من العراق عن روايته “أرض البرتقال والزيتون”، وشيماء علي جمال الدين علي جمال الدين من مصر عن روايتها “بيت ريما”.

تهدف هذه الروايات إلى إلهام الجيل الصاعد وتقديم قصص تتناول قضايا تهم الشباب بأسلوب مشوق وجذاب.

رسالة كتارا دعم النشر والترجمة

قال خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام “كتارا”، إن الجائزة لم تكن مجرد مسابقة بل جسراً يربط الأدب العربي بالعالم، حيث تعمل على معالجة التحديات التي تواجه الأدباء في نشر أعمالهم وترجمتها.

فالجائزة لم تكتف بتكريم الروائيين، بل أتاحت لهم فرصًا أكبر للنشر والترويج لأعمالهم، من خلال ترجمة الروايات الفائزة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهو ما يمنح الأدب العربي انتشارًا عالميًا.

الدورة العاشرة رقم قياسي للمشاركات

شهدت الدورة العاشرة من جائزة كتارا للرواية العربية مشاركة قياسية بلغت 1697 مشاركة، توزعت بين الروايات المنشورة وغير المنشورة، والدراسات النقدية، وروايات الفتيان، إضافة إلى الروايات القطرية.

هذا الرقم يعكس الاهتمام المتزايد بالجائزة، ويظهر المكانة الرفيعة التي وصلت إليها خلال السنوات الماضية.

جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة

الجائزة دعم مادي ومعنوي للأدب

بإجمالي قيمة بلغت 375 ألف دولار، تظل جائزة كتارا من بين أهم الجوائز في دعم الأدب العربي.
هذا الدعم لا يقتصر فقط على القيمة المالية، بل يتجلى في الفرص التي تقدمها للمبدعين في النشر، الترجمة، والترويج لأعمالهم على مستوى عالمي.

تعد هذه الجائزة منصة للتواصل بين الأدباء من مختلف الدول العربية، وتسهم في بناء جسور ثقافية تعزز من التفاهم والتواصل بين الشعوب العربية.

خاتمة دور الجائزة في دعم الأدب العربي

إن جائزة كتارا للرواية العربية لم تعد مجرد مسابقة عابرة، بل تحولت إلى مؤسسة تدعم الثقافة والفكر والإبداع في العالم العربي.
بفضل جهودها في تشجيع الأدباء الشباب، والترويج للرواية العربية على الصعيدين المحلي والدولي، استطاعت كتارا أن تضع الرواية العربية في مصاف الأعمال الأدبية العالمية.

ومع مرور عشر سنوات على انطلاقها، تبقى كتارا رمزاً لدعم الأدب العربي، وتعزيز الهوية الثقافية، وتشجيع الإبداع الأدبي بكل أشكاله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى