رواية جسر إلى تيرابثيا ترجمة حياة الياقوت (منشورات وسم، الكويت)

1. عن المؤلف والرواية

الرواية للكاتبة الأميركية كاثرين باترسون، صدرت لأول مرة عام 1977، وحازت ميدالية نيوبري الدولية كأفضل مساهمة في أدب الأطفال عام 1978 .

باترسون هي من الأصوات الأدبية المرموقة عالميًا، وفازت أيضًا بجوائز مثل الجائزة الوطنية للكتاب (National Book Award)، وجائزة هانس كريستيان أندرسن، وجائزة أستريد ليندغرين، وتُعد إحدى أبرز الروائيات في أدب الأطفال والشباب .

2. ملخص وتطور الحبكة

تقع أحداث الرواية في بلدة ريفية في فيرجينيا خلال السبعينيات، حيث الطفل جيس أرونز، الذي يقضي أيامه محاولًا أن يكون أسرع عدّاء في صفه، يلتقي ليزلي بيرك، الفتاة الجديدة، المفعمة بالحيوية والإبداع.

يفوز بها في سباقه الأول، وبهذا تبدأ صداقتهما الفريدة. سوية، ينشئان عالمًا سريًا في الغابة يُسمّى “تيرابثيا”، كهروب من الواقع وضغوطه .

رواية جسر إلى تيرابثيا
رواية جسر إلى تيرابثيا

3. الثيمات والمحاور المركزية

  • الصداقة والخيال: قلب الرواية، حيث يوفّران عالمًا خاصًا يعمّره الحرية والقبول المتبادل .
  • الفقد والحزن: تتحول الصداقة إلى ألم عميق حين تُفاجأ الرواية بوفاة ليزلي في حادث مأساوي أثناء محاولتها دخول تيرابثيا وحدها. يعاني جيس من شعور عميق بالذنب والغياب، لكنه يجد في النهاية سبيلاً للسلام والنمو من خلال بناء جسر يربط العالمين .
  • تحرر من القوالب الجندرية: جيس حُرم من التعبير الفني لأسباب تتعلق بتوقّعات والدين، وليزلي “فتاة فتى” تثير حفيظة المجتمع. لكن صداقتهما تعيد صياغة المفهوم بينهما .
  • الفقر والتفاوت الاجتماعي: تنطلق الرواية من خلفيات متباينة، عائلة جيس المتواضعة مقابل بيئة ليزلي الميسورة، إلا أن الصداقة تتجاوز تلك الانقسامات .

4. الرموز والأدوات الأسلوبية

  • تيرابثيا: ليست فقط مخبأ خيالي، بل مساحة حرية، سكينة، وتوازن بين الخيال والواقع .
  • الجسر: رمز قوي للتحول والنمو. حين يقرر جيس بناء جسر فعلي إلى تيرابثيا، يُجسّد تجاوز الخسارة وحمل إرث الصداقة .
  • العزلة والاندماج: جيس وليزلي «الغرباء» في محيطهما، يجدان في الآخر نقطة اتصال ومخرجًا نحو التواصل والقبول .

5. الاستقبال والنقد

الرواية حققت صدى جماهيري ونقدي واسع، وُصفت بأسلوبٍ “عاطفي وواقعياً حانيًا على مشاعر الطفولة” .

واردة ضمن أكثر الكتب التي خضعت للمراجعة أو الحظر في المدارس الأميركية بسبب تعاطيها المفتوح مع موضوعات مثل الموت والدين . وقد عبّر كثيرون عن تأثير الرواية عاطفيًا حتى في سنين البلوغ، كما عبر مستخدم:

“Here I am a grown man reading Bridge to Terabithia and absolutely sobbing… it has some major adult themes that hit the mark every time.” .
وفي مقابل ذلك، نجد من اعتبر النهاية الصادمة غير موفقة من الناحية السردية .

6. عن الترجمة العربية

الكاتب والمترجمة حياة الياقوت تسلمّت نقل هذه الرواية المليئة بحساسية مشاعرية كبيرة ولغة بسيطة محكومة، وقدمت ترجمة من الطراز الذي يحفظ دفء النص الأصلي وقوّة مواضيعه: من الخيال الطفولي إلى الألم الفاجع، مرورًا بأسلوب سردي يتماهى مع نبض القارئ العربي.

الترجمة بلا شك تقدّم فرصة ثمينة لمكتبة الطفل والناشئة العربية.

7. لمن هذه الرواية؟

  • للناشئة وربّات/ربِّي التعليم الذين يبحثون عن نصّ غني بالصداقة والتنشئة.
  • لمن يقدّرون النصوص التي تعالج الفقد بصدق ورفق.
  • للبالغين الذين يبحثون عن عودة إلى قصص الطفولة لكن بعيون أكثر فهمًا ونداءً للشفاء.

الخلاصة

«جسر إلى تيرابثيا» رواية تتجاوز كونها قصة مراهقين في الغابة. هي رحلة في أفق الخيال نحو مواجهة الألم، وإعادة بناء الجسور، وتعلم الحب والهدوء بعد العاصفة.

ترجمة حياة الياقوت من خلال منشورات وسم تقدم لرواية عالمية بصمة عربية معاصرة متجددة، وتعيدها إلى الجمهور العربي بصوت مليء بالصدق والعاطفة.

رواية جسر إلى تيرابثيا
رواية جسر إلى تيرابثيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى