رواية سطوح طهران حكاية عن الحب والصداقة في ظلّ طهران السبعينيات

صدر حديثًا عن دار الكرمة @alkarmabooks الترجمة العربية لرواية “سطوح طهران” للكاتب الأمريكي من أصول إيرانية مهبد سراجي @Seraji، بترجمة أنيقة لـ إيناس التركي.

هذه الرواية المؤثرة تكشف جوانب خفية من المجتمع الإيراني قبل الثورة الإسلامية، وتقدّم للقارئ حكاية نابضة بالإنسانية والدفء عن الحب، الصداقة، والفقدان.

رواية عن الحب والشباب في أجواء مضطربة

في قلب أحد أحياء الطبقة المتوسطة في طهران عام 1973، نتابع باسيا شاهين، الفتى البالغ من العمر سبعة عشر عامًا، الذي يقضي صيفه على سطح منزله مع صديقه المقرب أحمد.

من هناك، يصبح السطح نافذتهما الصغيرة على العالم الكبير الذي يتغيّر بسرعة من حولهما. بين الأسئلة الكبرى عن الحياة والمصير، ومرح الشباب الذي يتأرجح بين البراءة والقلق، نرى كيف تشكّل التفاصيل اليومية والأحداث السياسية خلفية لعالم يترنح على حافة الثورة.

رواية سطوح طهران

عمق إنساني وعاطفي

تتميّز الرواية بقدرتها على الجمع بين الدراما الشخصية والواقع الاجتماعي والسياسي؛ فالمؤلف يعرض علاقات متشابكة بين شخصياته، حيث تتقاطع مشاعر الحب، الخوف، والتمرد.

تتطور الأحداث حين تتورّط الشخصيات في شبكة معقّدة من الأسرار والمواجهات مع النظام الحاكم، ليتحوّل السطح الآمن إلى مسرح للتأملات العميقة ومواجهة الحقائق الصعبة.

طهران كرمز وفضاء سردي

يستحضر سراجي طهران السبعينيات بذكاء، مستخدمًا التفاصيل الحسية والإنسانية ليكشف مجتمعًا يعيش تناقضاته بين الحداثة والتقاليد، بين الحرية المقموعة والروح الشبابية المتطلعة للتغيير.

السطوح هنا ليست مجرد مكان مادي، بل استعارة لمساحة الحرية الضيقة التي يحاول الأبطال التمسك بها وسط القيود الاجتماعية والسياسية.

إشادة نقدية واسعة

منذ صدورها بالإنجليزية، لاقت الرواية إشادة كبيرة من النقاد واعتُبرت من الروايات النادرة التي “تبقى في ذاكرتك طويلًا بعد طيّ صفحاتها الأخيرة”.

وصفتها بوكليست بأنها “رواية عن حب الشباب، مضحكة وجميلة، ومؤثرة بعمق”. أما جون شورز، مؤلف تحت سماء رخاميّة، فاعتبرها “رواية مليئة بالمكافأة والأصالة والمعنى”.

ترجمة إيناس التركي وإثراء المكتبة العربية

تأتي ترجمة إيناس التركي سلسة وأمينة للنص الأصلي، محافظة على حساسية اللغة وجماليات السرد، لتقدّم للقارئ العربي فرصة نادرة للتعرّف على هذه المرحلة المفصلية من تاريخ إيران من منظور إنساني بعيد عن الخطاب السياسي المباشر.

لماذا تقرأ سطوح طهران؟

  • لأنها رواية إنسانية عابرة للثقافات، تتناول مشاعر الحب، الصداقة، والشجاعة في مواجهة المجهول.
  • لأنها نافذة على إيران ما قبل الثورة، تكشف عمق الحياة اليومية بعيدًا عن الصور النمطية.
  • لأنها مكتوبة بأسلوب سلس ومؤثر يمزج بين الدفء العاطفي والتشويق السردي.

خاتمة

“سطوح طهران” ليست فقط رواية عن مدينة وزمن محددين، بل نص عالمي يتحدث عن فقدان البراءة، قوة العلاقات الإنسانية، وأحلام الشباب التي لا تنكسر حتى في أحلك الظروف.

إنها تذكير بقدرة الأدب على كشف جوهر المشاعر البشرية ومشاركة القصص التي توحّدنا جميعًا، مهما اختلفت ثقافاتنا وحدودنا.

رواية سطوح طهران
رواية سطوح طهران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى