قصة قبل النوم رحلة النجوم السحرية
في قرية صغيرة تقع على أطراف الغابة، عاش طفل صغير اسمه “كريم”. كان كريم يحب الليل لأنه مليء بالأسرار والنجوم التي تضيء السماء. كل ليلة، كان كريم ينظر من نافذته نحو السماء ويتمنى أن يتمكن من الطيران بين النجوم، ومعرفة أسرارها.
وفي إحدى الليالي، بينما كان كريم يراقب السماء كعادته، رأى نجمة صغيرة تلمع بشكل غير عادي، وكأنها تريد أن تتحدث معه.
اقترب كريم من النافذة، وقال: “أيتها النجمة، هل تودين أن تخبريني بسرّك؟” وفجأة، سمع صوتاً ناعماً يشبه الهمس يقول: “أجل يا كريم، أنا هنا لأدعوك إلى رحلة بين النجوم.”
لم يصدق كريم أذنيه، وتساءل بحماس: “كيف سأطير إلى السماء؟”
ابتسمت النجمة وقالت: “كل ما عليك فعله هو إغماض عينيك، وتمني أن تطير معي.”
أغلق كريم عينيه بشدة، وتمنى بصدق أن يبدأ رحلته. وبعد لحظات، شعر بهواء بارد يحيط به، وعندما فتح عينيه، وجد نفسه واقفاً بجانب النجمة، التي أضاءت وجهه بابتسامة لطيفة.
بدأت النجمة تقوده في رحلة ساحرة عبر السماء. أول محطة كانت عند “مجموعة الدب الأكبر”، وهي مجموعة نجوم ضخمة تتخذ شكل دب. نظر كريم بدهشة إلى تلك النجوم، وسأل النجمة: “لماذا تتجمع النجوم بهذا الشكل؟”
أجابت النجمة: “لكل مجموعة من النجوم قصة ترويها، والدب الأكبر يروي حكاية صداقة بين الدب ونجوم السماء. كل نجمة هي جزء من هذه الحكاية، وتحمل معها ذكريات من الماضي.”
استمتع كريم بالقصة، ثم تابعت النجمة مسيرتها، لتأخذه إلى “سديم الجبار”. هناك، شاهد كريم ألواناً رائعة لم يرها من قبل، وكأن السماء ترسم لوحةً من ألوان الزمرد والياقوت. شعرت النجمة بأن كريم تأثر بجمال المنظر، فقالت له: “السدم هي الأماكن التي تولد فيها النجوم الجديدة. إنها أشبه بمنازل النجوم الصغيرة.”
ابتسم كريم بسعادة، وتخيل أن كل نجم في السماء كان طفلاً صغيراً ينمو ليصبح جزءاً من هذا العالم الواسع.
وبينما كانت الرحلة مستمرة، مرّا بمجموعة أخرى من النجوم تسمى “الأختين”، فسأل كريم: “هل هذه النجوم شقيقات حقاً؟”
أجابت النجمة: “نعم، إنهما نجمتان تضيئان الليل معاً كرمز للحب والألفة. وقصتهما تذكرنا بمدى أهمية الصداقة والتعاون في حياتنا.”
شعر كريم بأن قلبه امتلأ بحب النجوم، وبدأ يشعر بتقدير كبير للعلاقات القوية بين النجوم، كالصداقة والألفة. أكملت النجمة الحديث قائلة: “كل نجم هنا يعبر عن قيمة أو معنى، وكل واحد منها يملك دوره في الكون.”
مع اقتراب نهاية الرحلة، مرّ كريم مع النجمة عبر “نهر المجرة”، وهو نهر من النجوم يمتد عبر السماء كأنه شلال فضي. كانت النجوم تتلألأ هناك، تروي قصص الماضي، وتستمع لحكايات جديدة من النجوم التي تزورها.
عندما وصل كريم إلى نهاية الرحلة، أدرك أنه تعلم الكثير من هذه النجوم. عاد إلى غرفته، وشكر النجمة على رحلتها الرائعة، ثم همست له قائلة: “تذكر يا كريم، كل ليلة ستشاهدني في السماء، وسأذكرك دوماً بأنك كنت بين النجوم.”
أغلق كريم عينيه مرة أخرى، وعندما فتحهما، وجد نفسه في سريره. كان من الصعب تصديق ما حدث، لكنه شعر بداخله بسلام وهدوء لم يشعر به من قبل، وكأن النجوم أهدته جزءاً من حكمتها.
وهكذا، أصبح كريم ينظر إلى السماء كل ليلة، يتذكر رحلته بين النجوم، ويتعلم أن لكل شيء في الكون معنى ودوراً خاصاً، وأن الأحلام قادرة على أن تأخذنا إلى أماكن لا يمكن أن نتخيلها.