قصة للأطفال ليلة في مملكة الحيوانات
كان يا ما كان، في قديم الزمان، وفي أعماق غابة بعيدة جداً، عاش أرنب صغير يُدعى “رَبيع”. كان ربيع أرنبًا فضوليًا، يحب استكشاف الغابة ومعرفة أسرارها. كان يمضي نهاره يركض بين الأشجار، يلاحق الفراشات، ويقفز فوق الزهور.
في إحدى الليالي، وبينما كان ربيع عائداً إلى منزله، شعر بأن الهواء مفعم بحركة غير عادية. كانت الحيوانات تهمس فيما بينها، وتنظر باتجاه الشجرة الكبيرة وسط الغابة. سأل ربيع صديقه العصفور، “لماذا الجميع متجمع هنا الليلة؟”
أجابه العصفور بحماسة، “إنها الليلة السنوية لمهرجان مملكة الحيوانات! سيجتمع كل حيوان هنا، وسيروي الملك الحكيم حكاية من حكمته لنا.”
لم يكن ربيع قد سمع عن هذا المهرجان من قبل، فشعر بالإثارة وقرر أن يبقى للاستماع. تجمع كل حيوان في الغابة، بدءًا من أصغر الفئران إلى أكبر الأفيال، ووقفوا حول الشجرة الكبيرة.
اعتلى الملك الحكيم، وهو أسد عجوز ذو لحية بيضاء، المنصة. نظر إلى الحيوانات بلطف وقال، “يا أبناء الغابة، في كل عام، نحكي حكاية تعلّمنا قيمة جديدة. الليلة، سأروي لكم قصة عن الصداقة والشجاعة.”
بداية القصة: “أصدقاء رغم الاختلاف”
قال الأسد، “في زمن بعيد، كانت هناك جزيرة صغيرة تعيش فيها مجموعة متنوعة من الحيوانات بسلام. في تلك الجزيرة، كان هناك فيل ضخم يُدعى “ضخم”، وفأر صغير يُدعى “نقطة”. كان ضخم قوياً ومهابا، بينما كان نقطة صغيراً وضعيفاً، لكنه كان سريع البديهة ويملك قلباً شجاعاً.
في البداية، كان ضخم ونقطة يعيشان حياتهما بشكل منفصل، وكل منهما يعتقد أنه لا يحتاج إلى الآخر. كان ضخم يرى في نقطة مخلوقاً ضعيفاً، بينما كان نقطة يعتقد أن ضخم متعجرف ويعتمد على حجمه فقط. لكن الحياة كانت تخفي لهما مفاجأة غير متوقعة.”
تابع الملك الأسد، “في أحد الأيام، اجتاحت الجزيرة عاصفة قوية، وبدأت الأمطار تهطل بغزارة، وامتلأت الأنهار وارتفع منسوب المياه. شعر ضخم بالخوف على أصدقائه الصغار، لكن فجأة وجد نفسه محاصراً بسبب الأمطار. بينما كان ضخم يكافح للخروج، رأى نقطة يقترب منه بشجاعة ويقول: ‘ضخم، لا تخف! سأساعدك!'”
ابتسم الملك وقال، “أثبت نقطة في ذلك اليوم أن الصداقة لا تعتمد على الحجم أو القوة. رغم صغر حجمه، كان له قلب كبير، واستطاع بحنكته أن يخرج ضخم من محنته.”
رحلة إلى أعماق الغابة
بعد انتهاء القصة، شعر ربيع بالدهشة والإعجاب بحكمة الملك. أدرك أن القوة ليست وحدها ما يجعل الحيوانات مميزة، بل الشجاعة والصداقة هما الأهم. بدأ ربيع يفكر في أصدقائه من الحيوانات، وفي كم يحبهم ويقدرهم.
قرر ربيع أن يذهب في رحلة عبر الغابة في الصباح لزيارة أصدقائه. كان يريد أن يُخبر كل صديق كم هو محظوظ لوجودهم في حياته. بدأ بالذهاب إلى بيت السلحفاة العجوز “سَمر”، ثم مر على الثعلب الذكي “شَهاب”، وأخيرًا توقف عند جحر القنفذ الصغير “شوكة”. تبادل معهم الأحاديث، وأخبرهم عن معنى الصداقة الذي تعلمه.
وفي النهاية، شكر أصدقاءه جميعًا، وعاد إلى منزله وهو يشعر بالفرح والامتنان.