كاتي بيري تشعر بالندم بعد رحلتها الفضائية حين يصبح الحلم عبئًا ثقيلًا

لم يكن أحد يتوقع أن النجمة الأمريكية كاتي بيري، صاحبة الابتسامة الواسعة والألوان المبهجة والأغاني الراقصة، ستُفاجئ جمهورها بتصريح عاطفي ومفاجئ بعد خوضها تجربة السفر إلى الفضاء، عندما قالت بصوت منخفض في مقابلة حديثة: “كنت أظن أنني سأجد نفسي هناك… لكنني فقدت جزءًا مني”.

تصريح أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية، وتحوّل إلى عاصفة من النقاشات حول ما إذا كانت السياحة الفضائية هي مستقبل النجوم، أم مجرد تجربة نفسية محفوفة بالمخاطر.

الرحلة التي كانت حلمًا… وانتهت بندم

شاركت كاتي بيري مؤخرًا في رحلة سياحية فضائية نظمّتها إحدى الشركات الرائدة في مجال الرحلات التجارية إلى الفضاء، والتي جذبت العديد من المشاهير خلال السنوات الأخيرة.

الرحلة التي كان من المفترض أن تكون مغامرة ملهمة ومصدر إلهام لأعمالها القادمة، تحولت في النهاية إلى تجربة مؤرقة بالنسبة لها.

  • وفي تصريحاتها التي نقلتها مجلة Vanity Fair، تحدثت بيري عن لحظات العزلة الشديدة التي شعرت بها هناك، وعن “رهبة الصمت الكوني”، وقالت:
    “ظننت أنني سأكون أقرب إلى الحقيقة هناك، لكنني شعرت أنني بعيدة عن نفسي، عن ابنتي، عن الأرض، عن الحب.”

تفاعل واسع في الصحافة ووسائل التواصل

تناقلت كبرى الصحف الفنية والعالمية الخبر باهتمام بالغ.

فقد نشرت Rolling Stone مقالًا بعنوان “كاتي بيري: حين لا يكفي الفضاء للهروب من الذات”، معتبرة أن التجربة كشفت عن جانب فلسفي ونفسي جديد في شخصية النجمة التي اشتهرت بالألوان الزاهية ولكنها الآن تُظهر “ألوان الحزن الإنساني”.

أما صحيفة The Guardian البريطانية، فرأت أن “ندم كاتي بيري هو تذكير قاسٍ بأن النجومية لا تعني التوازن النفسي”، فيما كتبت Billboard: “كاتي لم تكن تبحث عن النجوم… كانت تبحث عن ذاتها المفقودة.”

وسرعان ما تصدّر هاشتاغ #KatyInSpace منصة X (تويتر سابقًا)، وشارك الآلاف آرائهم، بين متعاطف وساخر ومندهش، فيما كتب أحد المتابعين: “أحيانًا الوصول إلى أعلى نقطة في الكون لا يعوض لحظة دفء على الأرض.”

آراء المشاهير من التفهّم إلى الذهول

تباينت ردود أفعال النجوم حيال تصريحات كاتي بيري. فقد أعربت ريهانا عن تعاطفها الكامل، وكتبت على إنستغرام:
“كل واحدة فينا تحمل جروحها بطريقتها. الفضاء ليس للجميع.”

أما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس”، فقد رد بطريقة أكثر علمية، مشيرًا إلى أن “التجربة الأولى قد تكون مربكة نفسيًا، لكنها تفتح آفاقًا عميقة للوعي الكوني”، داعيًا كاتي بيري إلى العودة في رحلة أخرى مستقبلًا.

بينما أبدت ليدي غاغا دهشتها من تصريح كاتي، وقالت في مقابلة مع Entertainment Tonight:
“أعتقد أن الفن يُولد من هذه المشاعر المتناقضة… ربما هذه التجربة ستمنحنا ألبومًا هو الأعمق في مسيرتها.”

كاتي بيري سيرة من التحدي والتجدد

ولدت كاتي بيري في 25 أكتوبر 1984، في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا.

اسمها الحقيقي هو كاثرين إليزابيث هدسون. بدأت مسيرتها الفنية بألبوم غنائي مسيحي، قبل أن تنطلق للعالمية بأغنيتها الشهيرة I Kissed a Girl عام 2008. ومنذ ذلك الحين، أصبحت واحدة من أبرز نجمات البوب في العالم، بأغانيها التي تمزج بين البهجة والتمرد، مثل Firework وTeenage Dream وRoar.

بعيدًا عن الأضواء، خاضت بيري العديد من التحديات الشخصية، منها انفصالها عن النجم راسل براند، وتعرضها لنوبات اكتئاب، قبل أن تجد الاستقرار مع الممثل أورلاندو بلوم، وتنجب منه ابنتها “ديزي”.

معروفة بشغفها بالإنسانية، شاركت في العديد من المبادرات الخيرية، وتحدثت مرارًا عن أهمية الصحة النفسية، وهو ما يضفي بُعدًا عميقًا لتجربتها الفضائية.

ما بعد الرحلة هل نشهد كاتي جديدة؟

يتساءل النقاد اليوم عمّا إذا كانت هذه الرحلة ستُشكّل نقطة تحوّل فني وروحي في مسيرة كاتي بيري. البعض يراها مقدمة لألبوم وجودي، يخرج عن سياق الأغاني الراقصة إلى حالة من التأمل، وربما حتى التفرّغ للعمل الخيري أو الفني العميق.

وقد لمح مدير أعمالها إلى أن كاتي “تفكر في مشروع غنائي يعكس هذه التجربة الفضائية”، بينما تحدثت مصادر قريبة منها عن رغبتها في كتابة مذكراتها بعنوان مبدئي “على ارتفاع بعيد عن قلبي”.

الخاتمة

ربما كان الفضاء باردًا على قلب كاتي بيري، وربما شعرت هناك بالغربة، لكن ما لا شك فيه أن هذه التجربة أضافت طبقة جديدة إلى شخصيتها الفنية، وكشفت للعالم أن النجوم – حتى في السماء – قد يشعرون بالوحدة.

وفي النهاية، قد يتحول الندم إلى فن، والحزن إلى موسيقى، والفراغ الكوني إلى ألبوم يملأ قلوبنا دفئًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى