كتاب أكره اللامبالين لأنطونيو غرامشي

معلومات الكتاب وسياقه

  • العنوان العربي: أكره اللامبالين
  • المؤلف: أنطونيو غرامشي (Antonio Gramsci) — الفيلسوف والمناضل الإيطالي الماركسي، أحد أبرز مفكّري القرن العشرين، مؤسس الحزب الشيوعي الإيطالي، معروف بنظرياته عن الهيمنة الثقافية والثورة والمجتمع المدني.
  • الترجمة: مينا شحاتة — وهي ترجمة عربية جديدة، أضافت لهذا النص الحيوي قيمة إضافية للقارئ العربي المهتم بالفكر السياسي والنقدي.
  • الناشر: منشورات تكوين، الكويت.
  • المكونات: مقالات قصيرة لبداية نشاط غرامشي، كتبت بين عامي 1916 و1918 غالبًا، وهي فترة قبل سجنه، وفيها كان غرامشي مع القراء والسياسيين والمثقفين في قلب الحشد القومي والثقافي والسياسي في إيطاليا.

مضمون الكتاب والأفكار الرئيسية

كتاب أكره اللامبالين لأنطونيو غرامشي

من الغلاف ومن المصادر حول الكتاب:

  • غرامشي في هذه الكتابة المبكرة لا يتكلّم من موقع مفكّر مسجون أو رمز مأساوي، بل من موقع “التكوين” — أي من حيث هو في خضم الأحداث، وسط الضجيج، الانكسارات، التجربة اليومية، الإيمان بضرورة التغيير، والحاجة لنبذ الصمت.
  • يتساءل: لماذا نرضى بهذا الواقع؟ من الذي صاغ الخريطة السياسية، من قرّر من يتكلم باسم من، من وزّع الأدوار، من اختار أن يكون صامتًا أو أن يكون مشاركًا؟ يمارس خلف النقد السياسي أيضًا نقدًا للذات، ونقدًا ثقافيًا لموقع الفرد والمجتمع في علاقات القوّة.
  • “كره اللامبالين” هنا ليس غضبًا شخصيًا فقط، بل مبدأ أخلاقي وسياسي — الكراهية تجاه من لا يختارون موقفًا، من الذين يتفرجون بينما تُبنى السياسات، تُكتب القوانين، ويُعاد إنتاج الظلم والهيمنة.
  • أيضًا، الكتاب يُبرز أن المفكر يُحبُّ أن يكون مواطنًا فاعلًا لا مشاهدًا من نافذة — أن يتحمل المسؤولية، أن يسأل، أن يميّز بين ما يُطرح على أنه واقع وما هو مبادرة ممكنة للتغيير.

علاقة الكتاب بما كتب عنه غرامشي في بداياته

من المصادر:

  • مكتبة غرامشي قبل السجن (Pre-Prison Writings) تضم الكثير من الكتابات الصحفية والمقالات القصيرة التي عبّرت عن موقفه السياسي الشاب، حماسه للتغيير، نقده للطبقة الحاكمة، ثقافته، ودعوته للمشاركة المدنية.
  • من أشهر مقالاته “I Hate the Indifferent” (أكره اللامبالين) التي تعبّر بوضوح عن رفضه لللامبالاة السياسية، وعن الفكر القائل إن من لا يختارون موقفًا يساهمون — ربما من دون أن يدروا — في تثبيت الواقع الذي ينتقده غرامشي.
  • كذلك مواضيع مثل الثقافة، التعليم، ووعي الفئات المهمشة تظهر مبكرًا في كتاباته الصحفية قبل السجن، كما يُظهر دليل “Pre-Prison Writings”.

نقاط القوة في هذا الإصدار

  1. أهمية الموضوع الآن
    — الكراهية للّامبالين dziś تكاد تكون ضرورة في زمان تتراخى فيه المشاركة السياسية، ويُعاد إنتاج الظلم والاستبداد عبر الصمت أو الحياد. الكتاب يأتي في وقت يكون فيه السؤال: “ماذا نفعل؟” أكثر ملحًّا من السؤال عن الماضي فقط.
  2. المضمون النضالي – التاريخي
    — مأخوذ من نصوص كتبها غرامشي في شبابه المبكر، عندما كان الحماس ثورة في قلبه؛ تلك النصوص تُظهر الانتماء، الشك، الإرادة، الأخطاء، اللحظة الحية. وهذا يعطي الكتاب طابعًا حيًّا، ليس زائِلًا، بل كأنه مراسلة مع زماننا.
  3. أسلوب الكتابة واللغة
    — رغم أن النصوص الأصلية قد تكون مختصرة ومباشرة، إلا أن الترجمة العربية يجب أن تنقل الحس الصحفي الحاد والحماسة، لغة تُحسّ بها النوبة الحماسية وغضب التحدي. ترجمة مينا شحاتة تُعد مبادرة مهمة إذا حافظت على هذا التوازن بين القوة والوضوح.
  4. المقروئية والتنويع
    — كونها مقالات قصيرة، هذا يجعل الكتاب مناسبًا للقرّاء الذين ربما لا يفضلون الكتب الطويلة ذات الطابع الأكاديمي الثقيل، ولكنه في المقابل يقدم محتوى عميقًا يُثير الفكر ويحفّز النقاش.

التحديات ونقاط النقد المحتملة

  • بعض النصوص قد تبدو مترجمة أو مطلوبة شروح تاريخية: أسماء، أحداث إيطالية قد لا تكون مألوفة للقرّاء العرب، قد يتطلب الأمر حواشي تفسيرية أو مقدمة مفيدة.
  • الحماس الثوري المبكر أسلوبه جميل، لكن بعض القرّاء قد يشعرون بأن غرامشي في هذه المرحلة لم يمتلك بعد نضجًا نظريًا كاملاً لبعض القضايا التي سيعالجها لاحقًا — مثل الثقافة، الهيمنة، الدولة، الجماهير — لذا قد يفتقر بعض النصوص إلى العمق الذي ستُعرض فيه تلك المفاهيم لاحقًا في “دفاتر السجن”.
  • العنوان “أكره اللامبالين” قد يُعتبر استفزازيًا جدًا للقارئ الذي يرى نفسه “مُستشعرًا” أو “متحفظًا” وأنه ليس بالتزام أن يكون الجميع ناشطًا؛ قد يثير ردود فعل قوية سواء إيجابية أو دفاعية.

أهمية هذا الكتاب للقارئ العربي اليوم

  • يقدم نموذجًا لقوة الكلمة السياسية، ضرورة الفكر النقدي والمشاركة المدنية، في زمن تُهمّش فيه مستويات متعددة من التعبير، وتُكمّم فيه الأصوات أو تُهمش.
  • يساعد على فهم كيف يشكّل المفكر موقعه من الواقع: ليس كمنظر عن بُعد، بل كفاعل في التاريخ، كمن يسأل ويتحدّى.
  • قد يلهم جماعات ثقافية وآنية ناشطة أو مهتمة بالسياسة والإصلاح الاجتماعي أن يعيدوا التفكير في أساليبهم: هل هم صامتون؟ هل يقفون موقفًا؟ كيف تسمى الأشياء بأسمائها؟
  • أيضًا، يُعيد الاعتبار لقراءات التراكم التاريخي في الممارسة السياسية، لأهمية المراحل المبكرة والنشأة والأخطاء والإنكسارات بقدر ما للانتصارات.

التقييم النهائي

“أكره اللامبالين” لطارق علي ترجمة مينا شحاتة هو كتاب قصير لكنه قوي، ربما من الكتب التي تُقرأ ببطء لأنها تفتح نوافذ للفكر وللضمير كما تثير الأسئلة أكثر مما تُعطي إجابات جاهزة. إنه دعوة لا يمكن تجاهلها في زمن يزداد فيه “التفرج” واللامبالاة.

كتاب أكره اللامبالين لأنطونيو غرامشي
كتاب أكره اللامبالين لأنطونيو غرامشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى