كتاب ابنة الصحراء للكاتبة الفرنسية دوبلانش دو ريشمو

في إصدار جديد في فرنسا، يأتي كتاب “ابنة الصحراء” للكاتبة الفرنسية دوبلانش دو ريشمو ليسلط الضوء على شخصية الكاتبة والرحّالة الشهيرة إيزابيل إيبرهارت،

الكاتبة دو ريشمو، التي لم تكن في البداية مهتمة بإيبرهارت، تذكر في مقال نشر في ملحق الأدبي لصحيفة لوفيغارو كيف أصبحت إيبرهارت “أختًا وصديقة، ومعلمًا” لها بعد اكتشافها في صباح ربيعي. وكتبت متأثرة بعمق بشغف إيبرهارت تجاه الصحراء، حيث قالت إيبرهارت: “طالما الصحراء شاسعة ورائعة، سيكون لي ملجأ فيها، حيث يمكن لروحي المضطربة أن ترتاح من تفاهة الحياة المعاصرة.”

عن إيزابيل إيبرهارت

إيزابيل إيبرهارت (1877-1904) هي رحّالة وكاتبة سويسرية من أصول روسية، عُرفت بشغفها الشديد بالصحراء الجزائرية، حيث عاشت لفترة قصيرة لكنها أثرت بشكل عميق في الأدب والسفر وتاريخ الاستشراق.

منذ أن وصلت الجزائر في تسعينيات القرن التاسع عشر، تبنّت إيبرهارت الثقافة المحلية، واعتنقت الإسلام، وتبنت اسمًا عربيًا وهو “سي محمود سعدي.”

كانت حياتها مليئة بالمغامرات، حيث تنكرت في زي رجل لتتمكن من التنقل بحرية في الصحراء الجزائرية وكتابة مشاهداتها عن الحياة البدوية والطبيعة القاسية.

وقد ألهمتها الصحراء بشكل خاص، فوصفتها بأنها ملاذ روحي حيث تستطيع روحها المضطربة أن تهرب من تفاهة الحياة المعاصرة. في أعمالها، مثل “رمال متحركة” و”صحراء بلا نهاية”، عكست مشاعرها نحو هذه البيئة وكتبت عنها بصدق ورومانسية، موضحة قسوة وجمال الصحراء بعمق.

توفيت إيبرهارت بشكل مأساوي في فيضان بمدينة العين الصفراء في الجزائر عام 1904، تاركة إرثًا أدبيًا أثار اهتمام العديد من الكتاب والشعراء. ويظل اسمها مرتبطًا برؤية شعرية واستشراقية مثيرة للجدل، حيث مثّلت رمزًا للمرأة المغامرة التي تجاوزت القيود المجتمعية واحتضنت ثقافة مختلفة عن ثقافتها الأصلية.

الكتاب يمثل تكريمًا لأثر إيبرهارت الكبير، ليس فقط ككاتبة ومغامرة، بل أيضًا كرمز للإبداع والبحث عن المعنى العميق في الحياة، والتي كانت تجد ملاذها في تلك المساحات الصحراوية الواسعة التي أحبتها بكل جوارحها

عن الكاتبة دوبلانش دوريشمو

دوبلانش دو ريشمو هي كاتبة فرنسية معاصرة، تتميز باهتمامها العميق بالأدب الرحلي والشخصيات التاريخية التي تمثل جسرًا بين الثقافات المختلفة.

يظهر شغفها في مؤلفاتها بتناول حياة الرحّالة والمؤثرين الذين اختاروا العيش في مناطق بعيدة عن أوطانهم، وتجربة ثقافات مختلفة كوسيلة لفهم الذات وتوسيع الآفاق.

في كتابها الأخير “ابنة الصحراء”، تتناول دوبلانش حياة الكاتبة والرحّالة السويسرية إيزابيل إيبرهارت، التي استوطنت الصحراء الجزائرية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

يركز الكتاب على الجوانب الإنسانية والشاعرية في حياة إيبرهارت، حيث استطاعت دوبلانش أن تتوغل في تفاصيل حياتها وتكشف كيف أثرت الصحراء الجزائرية العميقة على تكوين شخصية إيبرهارت وإلهامها.

على الرغم من أن دوبلانش لم تكن متأثرة بشخصية إيبرهارت في البداية، إلا أنها أصبحت مع مرور الوقت مرتبطة بها بشكل شخصي، واعتبرتها “أختًا وصديقةً ومعلمًا.” وقد تأثرت دو ريشمو برؤية إيبرهارت للصحراء كملاذ روحاني ومصدر سلام داخلية.

هذا الشغف بالصحراء لم يؤثر فقط في ريشمو، بل ألهم العديد من الأدباء، مثل الكاتب الفرنسي جيل كامف، الذي بعد سنوات طويلة من الغوص في أعمال إيبرهارت، اعتنق الإسلام واتخذ اسم محمد رشد، وقام بالاستقرار في مدينة بشار الجزائرية. كتب رشد عن إيبرهارت، فصارت أعماله حولها مرجعًا أساسيًا لمن أراد الاقتراب من حياة هذه الشخصية الاستثنائية.

Exit mobile version