يُعد كتاب “العلاج النفسي الوجودي” للكاتب والطبيب النفسي إيرفين د. يالوم، وبترجمة وتلخيص من د. أوسم وصفي، من الأعمال المميزة التي تُعنى بفهم القلق الوجودي وتقديم رؤية جديدة للعلاج النفسي.
يتمحور الكتاب حول النظرية الوجودية في العلاج النفسي، والتي تتناول القلق الناشئ عن مواجهة أسئلة الحياة الجوهرية، مثل الموت، الحرية، العزلة، وفقدان المعنى.
فكرة الكتاب
يعتمد يالوم على مفهوم أن القلق الوجودي ينبع من مواجهة هذه التساؤلات العميقة التي تتحدى الذات الإنسانية وتثير مشاعر عدم الأمان. وفقًا للمدرسة الوجودية، يستجيب الناس لهذا القلق بطرق دفاعية، إما من خلال التفرد والتميز لإثبات الذات، أو بالبحث عن منقذ يرمز للأمان والحماية من القلق العميق.
أسلوب العلاج
يعرض الكتاب نهجًا عمليًا في العلاج النفسي الوجودي، حيث يدعو القارئ لفهم جذور القلق الشخصي والتعامل مع أسبابه بدلًا من تجنبها.
يتناول يالوم كيف أن الأشخاص يستمرون في ترسيخ دفاعاتهم النفسية وصيانتها، ويعملون على إعادة بناء تلك الدفاعات كلما تعرضت للتهديد، سواء كانت نابعة من الشعور بالتفوق الذاتي أو من خلال الاعتماد على “المنقذ”.
أهمية الكتاب
يُعتبر هذا الكتاب إضافة قيّمة لمجال العلاج النفسي، حيث يجمع بين التأملات الفلسفية والتقنيات العلاجية، مما يجعله دليلًا عمليًا للأخصائيين النفسيين وكذلك للأشخاص الباحثين عن فهم أعمق للذات. يتيح للقارئ فهمًا أعمق للمخاوف الإنسانية الأساسية، ويشجع على مواجهة هذه المخاوف بطريقة تعزز من التطور النفسي والشخصي.
سؤال تأملي
في نهاية الكتاب، يطرح يالوم سؤالًا تأمليًا: “أي نوع من هؤلاء أنت؟” وهو سؤال يهدف إلى دفع القارئ للتفكير في استجابته الشخصية للقلق الوجودي وكيفية تعامله معه، سواء كان من خلال السعي نحو التفرد أو الاعتماد على رموز حماية.
الخلاصة، هذا الكتاب يمثل تجربة عميقة ورحلة لاكتشاف الذات وتحدي المخاوف الوجودية.