كتاب 30 مترا تحت الأرض لعمار السديس
كتاب “ثلاثون مترًا تحت الأرض” لعمار السديس، استنادًا على النصّ الموجود، وعلى ما تبيِّن المصادر حول مشروع قطار الرياض والمعلومات المتاحة:
تعريف بالإصدار
- العنوان: ثلاثون مترًا تحت الأرض – مذكرات مهندس خلال تنفيذ مشروع مترو الرياض.
- المؤلف: عمار السديس – مهندس شارك في متابعة بناء أحد أكبر المشاريع في تاريخ الشرق الأوسط، وهو مشروع قطار الرياض.
- الناشر: دار تشكيل للنشر والتوزيع، الرياض.
- عدد الصفحات: حوالي 225 صفحة.
- السعر والتوفر: الكتاب متوفر في مقهى ومكتبة تشكيل، المتجر الإلكتروني الخاص بهم، مكتبة جرير، وغيرها من معارض الكتب.
محتوى الكتاب وموضوعه
- الكتاب عبارة عن مذكرات شخصية ومشاهدات حية وتجارب عاشها المؤلف على مدى خمسة أعوام أثناء عمله في مشروع قطار الرياض. في هذا الإطار، يبحر عمار السديس إلى ما خلف الكواليس الهندسية والمشاهد التي لا تراها عادة عين الجمهور: ما يحدث تحت الأرض من أنفاق، حفر، معدات ضخمة، تحديات لوجستية وفنية، مواقف العمال، الضغوط الزمنية والمناخية، والصعوبات التي يصطدم بها المهندس والمشغل والإنسان في هذا المشروع الكبير.
- من النص الموجود على الغلاف يتضح أن الكتاب لا يعمل فقط كوثيقة هندسية، بل كعمل أدبي أيضًا: يتساءل المؤلف عن ما ينقص المشاريع لتكون لها “أدب”، وعن ما ينقص المدينة كي تكتسب مترو، وعن تأثير تلك المشاريع الضخمة على المدن المختنقة، على حركة المرور، على سكان الشوارع، وعلى المشاهد اليومية التي لا يلتفت إليها أحد.
مميزات الكتاب
- المزيج بين الفني والإنساني:
المذكرات لا تكتفي بوصف الجسور والأنفاق والآلات، لكنها تحوي رؤى عن أشخاص، ذكريات، مواقف إنسانية – ما يجعل منها أكثر من تقرير هندسي، بل سيرة مَعرفة وتجربة. - كشف الخفاء:
القارئ يرى ما وراء الحواجز والأسوار، ما الذي يحدث خلف النفق، فوق الجسر، تحت الأرض – وهذه التفاصيل تثير الخيال وتُشعرنا بعظمة المشروع والتحديات التي يتضمنها. - أهمية المشروع في السياق الحضري والمعماري:
مشروعات النقل العام مثل مترو الرياض تعتبر نقاط تحول في هوية المدينة، في حركة الناس، والتنقل، وتنظيم العمران. الكتاب يساعد القارئ على فهم كيف تُبنى المدن، وما التكلفة – ليس فقط المالية أو الزمنية، بل الاجتماعية والنفسية. - الكتابة القريبة:
من خلال أدوات الملاحظة اليومية والمشاركة الشخصية، المؤلف يجعل القارئ يعيش التجربة معه، يشعر بالإرهاق، بالتعب، بالترقب، بالأمل، وبالفخر أيضًا.
نقاط الضعف أو التحديات المحتملة
- قد يشعر بعض القرّاء أن بعض الفصول تتطرق لتفاصيل تقنية دقيقة قد تكون مملة إذا لم يكن لديهم اهتمام مسبق بالهندسة أو البنى التحتية.
- التركيز على الجانب الداخلي للمشروع قد يترك القليل من التعمّق في التأثيرات الاجتماعية المحيطة: كيف أثّرت أعمال الحفر على حياة الناس، على الأحياء، على الحركة المرورية اليومية، إلخ. ربما الكاتب يلمس ذلك، لكن من الممكن أن يكون التركيز الأكبر على الجانب المهني والتقني.
- بما أنه مذكرات لخمسة أعوام، قد تتفاوت قوة الأحداث حسب المهمة في كل مرحلة: فبعض الفترات قد تكون أقل دراماتيكية أو ذات مشاهد أقل شدّة، مما قد يُشعر القارئ بتذبذب التشويق.
الربط بالمصادر الإضافية من المشروع
من المعلومات المتاحة عن مشروع قطار الرياض:
- المشروع يمتد على مسارات طولها الإجمالي 176 كم مع حوالى 85 محطة.
- يستخدم أحدث التقنيات، ومنها التشغيل الآلي للقطارات دون سائق، معدات حفر كبيرة tunnelling machines، أنفاق عميقة وجسور ومحطات تحت الأرض.
- افتتاح المشروع جزئي تم في 27 نوفمبر 2024، والبدء الفعلي لبعض الخطوط في ديسمبر 2024.
هذه البيانات تعزز من قيمة الكتاب كمصدر موثوق لصورة مشروع البُنى التحتية تحول الرياض، وتضع تجربة المؤلف في سياق زمني وتقني واقعي قابل للتأكّد.
لماذا يستحق القراءة؟
- لأي شخص مهتم بمعرفة كيف تُبنى مدينة كبيرة وكيف يُنفّذ مشروع بحجم قطار الرياض، فهذا الكتاب يقدم صورة من الداخل – ليس من خلال أخبار الصحف الرسمية فقط، بل تجربة شخص عاش المشروع يوميًا.
- للقُرّاء الذين يحبون معرفة ما وراء الكواليس: القصص التي لا تُروى غالبًا، المواقف التي لا تُنشر، الأداء البشري تحت الضغط، الاختيارات التي تُتّخذ ربما في صمت الموظفين والمهندسين.
- ولمن يهتم بالأدب المحلي، بتحولات المدن السعودية، الحكم المدني، وتحسين جودة الحياة: الكتاب يُسهم في انضاج الخطاب حول كيف نروي مشاريعنا الكبرى، كيف نحكيها، وكيف نُفهمها.
التقييم النهائي
“ثلاثون مترًا تحت الأرض” يعتبر إضافة ملهمة وقيمة للمكتبة العربية، خاصة في فئة مذكرات المشاريع الهندسية الكبرى.
الكتاب ليس مجرد وصف لمشروع مترو، بل سجلّ إنساني ومعرفي يوثق البناء، الجهد، والتحدي، ويُحفّز على التفكر في ما يعني أن تُقام مشروعات ضخمة في مدن مختنقة – كيف يتغير وجه المدينة، كيف تُحكى قصصها، وكيف يُفتتح المستقبل.
إذا كنت تبحث عن قراءة تجمع بين الهندسة وبين تأمل في الحياة الحضرية، بين التقنية وبين الإنسانية، فهذه الرواية تستحق أن تُقرأ.
