
“عائلتي وحيوانات أخرى”: مغامرة الطبيعة والحياة العائلية في إصدار عربي جديد
الرياض – رويا السعودية
في بادرة أدبية وثقافية مميزة، أصدرت منشورات مونولوج في الرياض الترجمة العربية لواحدة من أشهر مذكرات عالم الطبيعة البريطاني الراحل جيرالد دوريل، بعنوان “عائلتي وحيوانات أخرى” (My Family and Other Animals), بترجمة الأديبة والمترجمة نوال العلي، التي نقلت النص بروح مرهفة وحس سردي دقيق، جعل التجربة متاحة للقارئ العربي بجمالها الأصلي.
سرد ساحر بين الطفولة والطبيعة
تُعد هذه المذكرات من أبرز أعمال دوريل وأكثرها شهرة، وقد نُشرت لأول مرة عام 1956، لتشكل مزيجًا مدهشًا من أدب الطفولة، وفكاهة الحياة العائلية، وتأملات عالم الأحياء الشاب في الطبيعة.
يروي فيها دوريل، بأسلوب ساخر ومحبّب، جانبًا من طفولته حين انتقلت عائلته من إنجلترا إلى جزيرة كورفو اليونانية، في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث وجد نفسه محاطًا بعالم حيّ من الكائنات الغريبة، والطرائف العائلية، والمغامرات اليومية.
ولم تكن هذه التجربة مجرد فصل عابر من حياته، بل شكلت النواة الأولى لاهتمامه العميق بعالم الحيوان، والذي قاده لاحقًا إلى أن يصبح واحدًا من أهم علماء الطبيعة والناشطين في مجال حماية الأنواع المهددة بالانقراض.
ترجمة تتناغم مع روح النص
قدّمت نوال العلي ترجمة دقيقة وجمالية، تنقل روح الدعابة الرقيقة التي طبعت أسلوب دوريل، دون أن تفقد دفء التفاصيل أو شاعرية الوصف.
فقد حافظت الترجمة على توازن نادر بين أمانة النص الأصلي وثراء اللغة العربية، مما يمنح القارئ العربي فرصة فريدة لاكتشاف هذا العمل الأدبي–الطبيعي الرائع، وكأنه كُتب بلغته الأم.
بين الأدب والبيئة تجربة تتجاوز القراءة
“عائلتي وحيوانات أخرى” ليست مجرد مذكرات لطفل مولع بالحيوانات، بل هي دعوة مفتوحة للتأمل في علاقة الإنسان بالطبيعة، وفي دفء الروابط العائلية، وفي معنى الانتماء في فضاء جديد وغريب.

الكتاب يُضحك ويُدهش ويُعلّم، في آنٍ معًا، وهو ما جعله واحدًا من الكتب الكلاسيكية المحبوبة في الأدب الإنجليزي، ومصدر إلهام لعدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية.
منشورات مونولوج انفتاح جديد على الكلاسيكيات العالمية
يأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة من الترجمات النوعية التي تسعى من خلالها منشورات مونولوج إلى فتح نافذة عربية على الأدب العالمي، عبر اختيارات دقيقة ومترجمين موهوبين.
ويُعد هذا العمل إضافة مهمة إلى المكتبة العربية، خاصة في ظل ندرة الأعمال التي تجمع بين الأدب والبيئة وعلم الأحياء بلغة جذابة وممتعة.
ختامًا
بفضل هذا الإصدار الجديد، بات للقارئ العربي لقاء منتظر مع عالم جيرالد دوريل، حيث تسير السلاحف إلى جانب الأشقاء المشاكسين، ويغدو الضجر مغامرة، والبيت مسرحًا للدهشة.
“عائلتي وحيوانات أخرى” كتاب يُقرأ للمتعة، ويُعاد قراءته للتأمل، ويُحفظ في الذاكرة بوصفه أحد تلك النصوص التي تُعلّمنا كيف نرى العالم بعين طفلٍ يعشق الحياة.
