نور الأشياء الخفيّة

تأليف: مي النقيب
ترجمة: ليلى المالح
إصدار: منشورات تكوين – سلسلة مرايا

مقدمة

صدر حديثًا عن منشورات تكوين ضمن سلسلة “مرايا”، المجموعة القصصية “نور الأشياء الخفيّة” للكاتبة الكويتية مي النقيب، بترجمة متقنة لـ ليلى المالح.
هذه المجموعة، الحائزة على جائزة أفضل كتاب أول في مهرجان إدنبره الدولي للكتاب لعام 2014، تقدم قصصًا استثنائية تلتقط اللحظات الهامشية والمخفية في حياة أناس يعيشون في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتشابك الحرب والسياسة مع المشاعر الإنسانية واليوميات العادية.

محتوى مجموعة نور الأشياء الخفيّة

تتكون المجموعة من عدد من القصص التي تقدم نظرة عميقة وغير مألوفة عن الحياة في الشرق الأوسط، حيث يتمحور السرد حول الأفراد بدلًا من الأحداث السياسية الكبرى.

القصص والشخصيات

فتاة تُسمّى “أمريكا”:
طفلة صغيرة يتم تغيير اسمها عرفانًا بدور الولايات المتحدة في تحرير الكويت، لكن الاسم يتحول لاحقًا إلى رمز للعداء المتنامي ضد الغرب في بلادها.

مراهق فلسطيني وخطة تفجير فاشلة:
قصة عاطفية ومشحونة عن الخوف والتردد والتأثيرات التي تدفع الشاب نحو قرار مصيري.

رجل يصارع السرطان:
شخصية تتأمل في أخطائها العاطفية وتكتشف غفرانًا لا حدود له من زوجته.

امرأة كويتية تعود بعد الأسر:
حكاية عميقة عن المعاناة والتأقلم بعد الأسر في السجون العراقية لمدة عشر سنوات.

مواضيع متشابكة

الصراع بين الهوية والانتماء.

هشاشة العلاقات الإنسانية والعاطفية.

تأثير الحروب والنزاعات على حياة الأفراد اليومية.

الحب، الغفران، والتوق إلى حياة أفضل.

رؤية أدبية

مي النقيب تنسج قصصها بأسلوب يتسم بالشفافية والواقعية، حيث تلتقط التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما يتم تجاهلها. تُقدّم الكاتبة الشرق الأوسط من زاوية إنسانية بعيدة عن العناوين الصحفية المكررة، مظهرةً تعقيدات الحب، الألم، والرغبة في الاستقلال.

القصص تبرز قوة الأشياء البسيطة في حفظ ذكريات استثنائية، وكأنها توثّق الحياة اليومية بلمسة شاعرية تمس القلوب.

الترجمة

ليلى المالح أبدعت في تقديم النص العربي بحساسية عالية، مما جعل النصوص تنقل مشاعر الشخصيات بدقة، وتحافظ على روح السرد الأصلي.
الترجمة لا تبدو ميكانيكية بل انسيابية وملائمة للسياق الثقافي العربي.

الجوانب المميزة

أسلوب السرد:
يجمع بين العمق والبساطة، مما يجعل القصص ممتعة للقارئ ومتعددة الطبقات في ذات الوقت.

تنوع الشخصيات:
من الأطفال إلى البالغين، ومن النساء إلى الرجال، كل قصة تقدّم منظورًا مختلفًا للحياة في الشرق الأوسط.

البُعد الإنساني:
القصص تكشف عن وجوه أخرى للحرب والسياسة، وجوه ترتبط بالمشاعر والعلاقات الشخصية.

الجوائز والتقدير

حظيت هذه المجموعة بتقدير عالمي واسع، حيث فازت بجائزة أفضل كتاب أول في مهرجان إدنبره الدولي للكتاب عام 2014، مما يؤكد على قوة العمل الأدبي وتميّزه.

خاتمة

“نور الأشياء الخفيّة” ليس مجرد مجموعة قصصية؛ إنه نافذة على الشرق الأوسط من زاوية إنسانية حميمة. بأسلوبها البسيط والعميق، تنجح مي النقيب في تقديم تجربة أدبية مميزة تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية.
هذه المجموعة تناسب كل قارئ يبحث عن نصوص تُضيء الجوانب المخفية من الحياة وتكشف عن جمالها المغمور.

نور الأشياء الخفيّة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى