صدور رواية المدينة والكلاب لماريو بارغاس يوسا لأول مرة بالعربية عن منشورات الجمل

في إصدار هو الأول من نوعه باللغة العربية، أعلنت منشورات الجمل في بيروت عن صدور الترجمة العربية الكاملة لرواية “المدينة والكلاب” (La ciudad y los perros)، أحد أهم أعمال الكاتب البيروفي العالمي ماريو بارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2010.
وقد أنجز الترجمة عن الإسبانية المترجم البارز مارك جمال، في عمل يشكّل إضافة نوعية إلى المكتبة العربية في مجال الأدب اللاتيني الحديث.
نبذة عن الرواية
تُعد رواية “المدينة والكلاب” أول عمل روائي يصدر لبارغاس يوسا، وقد نُشرت لأول مرة بالإسبانية عام 1963، وحققت شهرة واسعة أثارت جدلًا واسعًا في بيرو، نظرًا لما تضمنته من نقد لاذع للمؤسسة العسكرية وتعرية للعنف الممنهج داخل المدارس الحربية.

منذ ذلك الحين، أصبحت الرواية علامة فارقة في أدب أميركا اللاتينية الحديث، وواحدة من الركائز التي انطلق منها ما يُعرف بـ”الواقعية الجديدة”.
قصة الرواية: العنف والتربية داخل المؤسسات العسكرية
تدور أحداث الرواية داخل مدرسة عسكرية مغلقة في العاصمة البيروفية ليما، حيث يروي بارغاس يوسا بأسلوب صادم تفاصيل الحياة اليومية لطلبة يعيشون في ظل نظام عسكري صارم، يكسر شخصياتهم منذ المراهقة ويغرس فيهم العنف والعدوان بدلًا من الانضباط الإنساني.
من خلال شخصيات رمزية مثل “الشاعر”، “الكلب”، “العبد”، و”الخنزير”، تكشف الرواية عن كيف تتحول المدرسة إلى مختبر لإنتاج الطاعة القسرية وتفريغ العواطف.
تقنيات سردية متقدمة
تتميّز “المدينة والكلاب” ببنية سردية حديثة، حيث يستخدم الكاتب أساليب مثل تيار الوعي، وتعدد وجهات النظر، والتقطيع الزمني، مما يضع القارئ في قلب الصراع النفسي العميق الذي تعيشه الشخصيات.
الرواية لا تتبع تسلسلًا زمنيًا تقليديًا، بل تُشيد من فسيفساء متداخلة من الذاكرة والهواجس والكوابيس، ما يجعلها تجربة قرائية كثيفة، قادرة على الصدمة وطرح الأسئلة.
أهمية الترجمة العربية
تأتي هذه الترجمة المنتظرة على يد مارك جمال، أحد أبرز المترجمين عن اللغة الإسبانية في العالم العربي.
وقد حافظت الترجمة على خصوصية النص الأصلي، بما فيه من لغوية صارمة وحوارات متوترة وجو درامي ضاغط. وتُعد هذه الترجمة أول نافذة حقيقية للقارئ العربي على هذا العمل الجوهري من أعمال يوسا.
ماريو بارغاس يوسا: روائي السلطة والمجتمع
يُعرف ماريو بارغاس يوسا كأحد أهم الروائيين الذين اشتبكوا مع قضايا السلطة والهوية والحرية في أميركا اللاتينية.
في “المدينة والكلاب”، يرصد كيف تصنع الأنظمة السلطوية أدواتها منذ الطفولة، محولّة المؤسسات التعليمية إلى ساحات لترويض الإنسان.
إنها ليست رواية عن مدرسة، بل عن وطن يعيش في ظل القمع، وعن الإنسان حين يُمنع من أن يكون حرًا منذ المراهقة.
لماذا تُعد “المدينة والكلاب” عملًا مفصليًا؟
- لأنها فتحت الطريق لجيل كامل من الروائيين اللاتينيين في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.
- لأنها عمل أدبي اجتمع فيه السرد الفني العميق مع الرؤية السياسية النقدية.
- لأنها تكشف القمع داخل أبسط مؤسسات الدولة: المدرسة.
- لأنها تنتمي إلى تيار الواقعية النفسية – الاجتماعية، الذي يصف الواقع كما هو، لا كما يجب أن يكون.
- لأنها تُقرأ اليوم كأنها كُتبت للعالم العربي، الذي يمر بظروف مشابهة من حيث التكوين المؤسسي والعقائدي.
معلومات النشر

- العنوان: المدينة والكلاب
- الكاتب: ماريو بارغاس يوسا
- العنوان الأصلي: La ciudad y los perros
- المترجم: مارك جمال
- الناشر: منشورات الجمل – بيروت
- اللغة: العربية – ترجمة عن الإسبانية
- عدد الصفحات: قرابة 400 صفحة
- تاريخ النشر: 2025
- التصنيف: رواية – أدب أمريكي لاتيني – نقد سياسي واجتماعي