سلمان رشدي يعود بخماسية قصصية جديدة بعنوان “The Eleventh Hour”
يستعد الوسط الأدبي العالمي لاستقبال إصدار جديد للكاتب البريطاني الشهير سلمان رشدي، حيث ستطرح روايته/خماسيته القصصية The Eleventh Hour في الأسواق يوم الرابع من نوفمبر القادم، عن دار Penguin في لندن وRandom House في نيويورك، في طبعة من 272 صفحة.
ويُعد هذا العمل أول إنتاج أدبي خيالي يصدره رشدي منذ تعرضه لحادث الطعن في عام 2022، ما يمنحه أهمية خاصة من حيث الترقب والرمزية.
الرواية الجديدة ليست قصة واحدة متصلة، بل خماسية قصصية تتألف من ثلاث نوفيلات وقصتين قصيرتين تعمل كافتتاحية وختام.
ورغم تنوع أزمنتها وأماكنها، فإن القصص تشترك في خيوط موضوعية وروحية واضحة، تجعلها تبدو وكأنها حوار داخلي بين أجزاء مختلفة من حياة الكاتب وتجربته الإبداعية.
الأحداث تتنقل بين الهند وإنجلترا والولايات المتحدة، وهي البلدان التي شكّلت فضاءات رشدي الفكرية والثقافية.
تدور إحدى القصص حول صراع صامت بين رجلين مسنّين في جنوب الهند، بينما تستعرض قصة أخرى عازفة موسيقية ذات قدرات خارقة تسعى للانتقام من عائلة ثرية استغلّتها. وتستكشف قصة ثالثة التواصل مع العالم الآخر من خلال شبح أكاديمي بريطاني يسعى لتصفية حساباته بعد الموت.
وهناك قصة تغلفها أجواء الغموض في الغرب الأميركي، حيث يحيط الشك بموت كاتب شاب، وأخرى عن رجل مسنّ في ساحة مدينة يصبح حكيمًا يحل النزاعات ويثير الإعجاب.
موضوعات مركزية
ينسج رشدي عبر هذه القصص شبكة من الموضوعات العميقة:
- الموت والوداع: الاقتراب من نهاية العمر، وما يثيره ذلك من تساؤلات حول الإرث والمعنى.
- الهوية والانتماء: تأثير المكان والجغرافيا على تكوين الفرد، وتبدل الشعور بالوطن.
- الغضب والسلام: صراعات داخلية وخارجية بين الانتقام والصفح، وبين الغضب والتسليم.
- العنصر السحري والغرائبي: توظيف الخيال السحري لطرح قضايا إنسانية عميقة، في تقليد يذكّر بأعمال رشدي السابقة مثل أولاد منتصف الليل وآيات شيطانية.
هذا العمل الجديد يأتي ليؤكد أن رشدي لا يزال حاضرًا بقوة في المشهد الأدبي العالمي، رغم الظروف التي واجهها. ويشير بعض النقاد إلى أن The Eleventh Hour قد تكون بمثابة تأمل شخصي في معنى الحياة والموت والفن بعد تجربة قاسية هددت حياته.
من المتوقع أن تحظى الرواية باهتمام واسع من القرّاء والنقاد على حد سواء، ليس فقط لأنها عمل جديد لأحد أبرز كتّاب ما بعد الاستعمار والواقعية السحرية في العالم، ولكن أيضًا لأنها تحمل في طياتها صوتًا يعيد طرح الأسئلة الكبرى حول النهاية والهوية والذاكرة، بأسلوب رشدي الذي يجمع بين الغنى السردي والخيال الجريء.
مع صدور النسخة البريطانية عبر Penguin في لندن، والأميركية عبر Random House في نيويورك، فإن الرابع من نوفمبر سيكون موعدًا ينتظره عشّاق الأدب العالمي لمعرفة كيف سيواصل رشدي حواره مع القراء، وكيف ستنعكس تجاربه الشخصية الأخيرة على إبداعه.
