القط الذي أنقذ المكتبة حين تصبح الكتب أبطالًا للحياة

في إصدار جديد عن منشورات نادي الكتاب في الكويت، تصلنا رواية “القط الذي أنقذ المكتبة” للكاتب الياباني سوزوكي ناتسوكاوا، بترجمة مباشرة من اليابانية أنجزها محمد عضيمة.
منذ اللحظة الأولى، يأسرنا العنوان بقدرته على الجمع بين دفء الحيوان الأليف وسحر المكتبات، في إشارة ذكية إلى مضمون الرواية: إنقاذ ما يبدو ساكنًا ليكشف لنا عن حيويته العميقة.
لمحة عن الكاتب
سوزوكي ناتسوكاوا، الطبيب والكاتب الحائز على عدة جوائز، يجيد نقل القارئ إلى عالم متوازن بين الفلسفة والدفء الإنساني.
قدرته على ربط أبسط التفاصيل الحياتية بأسئلة كبرى حول الوجود تجعل أعماله محببة لملايين القرّاء في اليابان وخارجها.
عالم الرواية وأجواؤها
الحكاية تبدو بسيطة: فتى خجول يلتقي بقط غامض في مكتبة قديمة مهددة بالنسيان.
لكن سرعان ما تتحول الرحلة إلى مغامرة روحية، حيث يتحول القط إلى دليل حكيم يذكّر الفتى – وربما كل واحد منا – بأن الكتب ليست أشياء صامتة، بل كائنات تحمل أرواحًا وذاكرة إنسانية.
الرواية ليست عن مكتبة فقط، بل عن معنى القراءة ذاته: كيف يمكن لكتاب صغير أن ينقذ حياة إنسان؟
أبعاد فلسفية ورسائل إنسانية
من خلال السرد الرقيق والحوارات الرمزية، يناقش ناتسوكاوا علاقة البشر بالمعرفة، ويُظهر المكتبة كمساحة مقاومة للنسيان. القط هنا ليس مجرد شخصية لطيفة، بل رمز للوعي الذي يحفّزنا على حماية ما يمنحنا المعنى.
الترجمة والقيمة الأدبية
ترجمة محمد عضيمة جاءت دقيقة وسلسة، نقلت جماليات النص الياباني إلى العربية دون أن تفقده رهافته.
هذا الإصدار يضيف لبنة جديدة إلى حضور الأدب الياباني في المكتبة العربية، ويمنح القارئ تجربة مختلفة عن الروايات التقليدية.
لماذا تستحق القراءة
إذا كنت تبحث عن كتاب يجمع بين الدفء والمتعة الفكرية، فهذه الرواية مناسبة تمامًا.
إنها هدية لكل محبي الكتب والمكتبات، ولكل من يؤمن بأن القصص قادرة على تغيير العالم، حتى ولو عبر قط حكيم يحرس مكتبة.
