زيادة ملحوظة في حركة الترجمة وتراجع نسبي في التأليف الأدبي

الرياض – ثقافة وفنون
كشف تقرير الحالة الثقافية السعودية لعام 2024 الصادر مؤخرًا عن وزارة الثقافة السعودية عن اتجاهات بارزة في المشهد الثقافي المحلي، أبرزها الزيادة الواضحة في عدد الكتب المترجمة مقابل تراجع نسبي في الكتب الأدبية المؤلفة.
ووفقًا للتقرير، بلغ عدد الكتب المترجمة خلال عام 2024 نحو 743 كتابًا، وهو رقم يعكس نشاطًا متناميًا في نقل المعارف والآداب العالمية إلى القارئ العربي.
كما أشار التقرير إلى أن المترجمات الإناث شكّلن نسبة تقارب النصف من إجمالي المترجمين، ما يعكس حضورًا متزايدًا للمرأة السعودية في صناعة الترجمة وإسهامها في تنويع المحتوى الثقافي.
تراجع في إنتاج الكتب الأدبية المؤلفة محليًا
رصد التقرير تراجعًا ملحوظًا في إنتاج الكتب الأدبية المؤلفة محليًا مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما أثار نقاشًا في الأوساط الثقافية حول أسباب هذا التراجع.
ويرى بعض النقاد أن عوامل مثل التوجه نحو النشر الإلكتروني، وتحديات سوق الكتاب الورقي، واهتمام الكتّاب الشباب بوسائط رقمية جديدة قد تكون من أسباب انخفاض الإنتاج الأدبي التقليدي.
دلالات ثقافية وتوجهات مستقبلية
يعتبر هذا التحوّل مؤشّرًا على انفتاح المملكة على الثقافات العالمية من خلال الترجمة، وفي الوقت نفسه دعوة لإعادة النظر في برامج دعم الكتاب المحليين وتشجيع المواهب الأدبية السعودية.
ويؤكد مختصون أن هذه المعطيات تفتح الباب أمام مبادرات مثل ورش الكتابة الإبداعية وبرامج دعم النشر المحلي لتعزيز التأليف إلى جانب الترجمة.
كما يعكس التقرير سياسة المملكة المستمرة في تنمية القطاع الثقافي كجزء من رؤية السعودية 2030، حيث تسعى وزارة الثقافة إلى تنويع مصادر المعرفة، وخلق بيئة ثقافية حيوية تدعم التبادل الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية في الوقت نفسه.
تفاعل واسع من الوسط الثقافي
وقد لقي التقرير اهتمامًا واسعًا في الوسطين الإعلامي والأدبي، حيث اعتبره بعض النقاد دليلًا على حيوية المشهد الثقافي السعودي، فيما دعا آخرون إلى تعزيز الحوافز المالية والمعنوية للمؤلفين المحليين حتى لا يؤثر التراجع في التأليف الأدبي على حضور الأصوات السعودية الأصيلة.
