كتاب المرض الذهني وعلم النفس (Maladie mentale et psychologie

تعريف بالكتاب

كتاب “المرض الذهني وعلم النفس” (Maladie mentale et psychologie) يُعد من أوائل مؤلفات الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو (1926–1984)، حيث نشره عام 1954 قبل أن يسطع اسمه عالميًا عبر كتبه الكبرى مثل تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي والكلمات والأشياء والمراقبة والعقاب.

هذا الكتاب يمثل الخطوة الأولى لفوكو نحو بناء مشروعه الفكري الضخم حول علاقة السلطة والمعرفة، لكنه يأتي في ثوب أقرب إلى التحليل الفلسفي–النفسي.

فوكو يحاول فيه أن يفهم المرض العقلي لا كظاهرة طبية محضة، بل كبنية فكرية وثقافية لها جذور في المجتمع والتاريخ.

عن المترجم

المترجم مولاي حسن الوفاء من الأسماء العربية البارزة في مجال الترجمة الفلسفية. ترجم عدداً من النصوص الفكرية التي تقرّب القارئ العربي من الفكر الغربي المعاصر.

في هذه الترجمة، حرص على تقديم نص دقيق بلغة عربية سلسة، مع الإبقاء على العمق المفهومي الذي يتميز به فوكو.

عن دار النشر

دار كابصا للنشر والتوزيع (تونس) تسعى منذ تأسيسها إلى إغناء المكتبة العربية بترجمات نوعية ونصوص فلسفية وفكرية معاصرة

إصدارها لهذا الكتاب لأول مرة بالعربية يمثل خطوة مهمّة في جعل فكر فوكو متاحًا للقارئ العربي بلغة واضحة وأمينة.

محتوى وأطروحات الكتاب

ينقسم الكتاب إلى فصول تناقش الإطار المفاهيمي والفلسفي لفهم المرض العقلي، ويمكن تلخيص أبرز محاوره في النقاط التالية:

  1. نقد النزعة الوضعية في علم النفس
    فوكو يرى أن علم النفس في منتصف القرن العشرين تعامل مع المرض العقلي كموضوع تجريبي محض، مما أفرغه من بعده الإنساني والثقافي.
  2. البعد الإنساني للمرض العقلي
    المرض الذهني ليس مجرد خلل بيولوجي في الدماغ، بل هو تجربة وجودية يعيشها الفرد في مواجهة العالم، تتجسد فيها الأبعاد النفسية والاجتماعية معًا.
  3. الحدود بين العقل واللاعقل
    يتساءل فوكو: من يحدد أن هذا الشخص “عاقل” أو “مريض”؟ هذه الحدود ليست طبيعية فقط، بل اجتماعية وثقافية، حيث تتدخل المؤسسات الطبية والقانونية لتصوغ “الجنون” بحسب معاييرها.
  4. نقد اختزال الإنسان إلى موضوع علمي
    فوكو ينتقد مقاربة علم النفس التي تحوّل الإنسان إلى “شيء” أو “حالة مرضية”، ويؤكد ضرورة فهم المريض ككائن إنساني له تجربة خاصة.
  5. بداية مشروع فوكو
    هذا الكتاب يُظهر إرهاصات مشروع فوكو الأوسع، إذ سنجد لاحقًا في تاريخ الجنون تفصيلًا أشمل حول علاقة المجتمع بالجنون، لكن هنا يضع الأساس الفلسفي لفكرته عن ارتباط المرض النفسي بالبنية الثقافية.

أهمية الكتاب

  • أول عمل فلسفي لفوكو، ومن خلاله يمكن للقارئ تتبع بدايات تشكّل مشروعه.
  • يعيد النظر في العلاقة بين الطب العقلي وعلم النفس والفلسفة.
  • يفتح الباب أمام القارئ العربي لفهم كيف تناول الفكر الغربي مسألة المرض العقلي خارج النطاق الطبي الضيق.
  • يضع أساسًا للنقاش المعاصر حول الطب النفسي كأداة سلطة، وهو ما صار لاحقًا من أبرز أطروحات فوكو.

خلاصة

إصدار “المرض الذهني وعلم النفس” بالعربية يمثل إضافة كبيرة للمكتبة الفلسفية العربية، ليس فقط لكونه أول ترجمة لعمل مبكر لفوكو، بل لأنه يكشف لنا بدايات مسار فكري سيعيد صياغة الكثير من مفاهيمنا عن الجنون والعقل والسلطة والمعرفة.

ترجمة مولاي حسن الوفاء جاءت لتمنح القارئ العربي فرصة الاطلاع على نص تأسيسي لفيلسوف لم يتوقف عن مساءلة ما نظنه بديهيًا. أما دار كابصا فقد أضافت بهذا الإصدار لبنة جديدة في مشروعها الثقافي الطموح.

كتاب المرض الذهني وعلم النفس (Maladie mentale et psychologie
كتاب المرض الذهني وعلم النفس (Maladie mentale et psychologie

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى