وفاة الفنان المصري سليمان عيد عن عمر ناهز 64 عاما

في صباح يوم الجمعة، خيّم الحزن على الوسط الفني المصري والعربي بوفاة الفنان الكوميدي سليمان عيد عن عمر ناهز 64 عاماً، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة نُقل على إثرها إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وسط حالة من الصدمة بين محبيه وزملائه.

سليمان عيد مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود

ولد سليمان عيد في القاهرة عام 1960، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليشق بعدها طريقه في عالم الفن بخطى ثابتة، معتمداً على موهبة فطرية وروح مرحة أسرت قلوب الجماهير.

كان حضوره البسيط والعفوي أحد أسرار نجاحه، إذ استطاع أن يصنع لنفسه مساحة خاصة في المشهد الكوميدي المصري.

انطلقت مسيرته بشكل فعلي عام 1992 حين شارك في الفيلم الشهير “الإرهاب والكباب” أمام الزعيم عادل إمام، وأدى دوراً صغيراً لكنه ترك أثراً كبيراً، بفضل خفة ظله وتلقائيته التي جعلت الجمهور يتذكره رغم كونه لم يكن من الأبطال الرئيسيين.

ومنذ ذلك العمل، بدأ نجمه في الصعود، وأصبح وجهاً مألوفاً في السينما والدراما التلفزيونية.

بين السينما والتلفزيون حضور دائم وبصمة مميزة

شارك الفنان الراحل في عشرات الأعمال التي تنوعت بين الكوميديا والدراما، وكان له حضور لافت في أفلام مثل “الناظر”، “زكي شان”، “وش إجرام”، و”مرجان أحمد مرجان”، وغيرها من الأفلام التي شكلت جزءاً من ذاكرة جيل كامل.

كما تميز في أعمال تلفزيونية ناجحة، أبرزها مسلسلات “العيادة”، “راجل وست ستات”، و”صاحب السعادة”، حيث شكّل مع عدد من نجوم الكوميديا ثنائيات ناجحة أسعدت المشاهدين.

وعلى الرغم من أن أدواره كانت في كثير من الأحيان ثانوية، إلا أن سليمان عيد تميز بقدرته على خطف الأنظار بجملته الشهيرة أو تعبيره الطريف، ما جعله واحداً من أبرز نجوم الصف الثاني في مصر، بل من أولئك الذين يصنعون الفارق في أي عمل يشاركون فيه.

إنسانية سليمان عيد خلف الكواليس

بعيداً عن الأضواء، عُرف عن سليمان عيد تواضعه الشديد وحبه لزملائه، وكان دائم الدعم للمواهب الشابة.

لم تُعرف عنه أي مشكلات فنية أو شخصية، وكان من الفنانين القلائل الذين حافظوا على علاقتهم الطيبة بالجميع. كما كان يشارك جمهوره لحظاته اليومية ببساطة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما قرّبه أكثر من قلوب الناس.

وداعاً يا صانع البهجة

برحيل سليمان عيد، تفقد الساحة الفنية المصرية أحد أبرز صُنّاع البهجة، الذي لطالما رسم الابتسامة على وجوه الملايين دون ضجيج أو افتعال.

سليمان عيد

وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الفن المصري، كأحد الوجوه التي أضفت خفة ظل محببة على الشاشة، ونجحت في أن تصنع لها مكانة خاصة رغم التحديات.

إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله الفنان سليمان عيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى