صدر حديثًا عن دار نشر تحمل رسالة فكرية جريئة، كتاب “الإنسان والتعبير – الجزء الأول”، وهو عمل جماعي يتناول موضوع التعبير من زوايا متعددة، تمتد بين الفلسفة والتصوف، إلى الأديان والحضارة.
يشرف على الكتاب محمود عباس العامري الذي كتب المقدمة، ليقدم للقارئ إطارًا متكاملًا حول محاور الكتاب، ويبرز أهمية التعبير كعامل أساسي في تشكيل الهوية الإنسانية.
المحاور الرئيسية للكتاب
الفلسفة والتعبير
يبدأ الكتاب بالحديث عن التعبير في الفلسفة، حيث يتناول الناصر عبد اللاوي فكرة السلام الكانطي وأخلاقيات التواصل، متبعًا ذلك علي الحبيب الفريوي بطرح رؤية نقدية لمدينة جاك ديريدا التفكيكية المعاصرة.
يقدم جاسم بني عرابة من سلطنة عمان دراسة حول حرية التعبير عند كارل بوبر، ليختتم المحور الهادي حامد في موضوع تعبيرية الموت، مقدّمًا رؤية فكرية حول هذا التعبير الإنساني المعقد.
التعبير في مباحث الحضارة
يستعرض هذا المحور رهانات التعبير كحق مشروع، خاصة من خلال منظور حميد دباشي كما يراه رضا حمدي. ويضيف الهاشمي الحسين قراءة في مدونة الرؤيا الإباضية بالمغرب، مسلطًا الضوء على تجليات التعبير في الحضارة.
التعبير في التصوف
يركز المحور الثالث على التعبير الصوفي، حيث يتناول محمد قراش رحلته بين “السر” و”الشطح”، بينما يدرس طارق خليفة فكرة الرؤيا عند ابن عربي وعلاقتها بالصمت، ويختتم رفيدة محمودي المحور بتناول الحرية في خطاب الحلاج، باعتبارها تأويلاً إنسانيًا داخل القيود السياسية.
التعبير في الأديان
يستعرض عبد الستار بنجدو التعبير الأسطوري في العهد القديم، فيما يقدم صالح محفوظي دراسة حول طقوس دورة الحياة في اليهودية، ويختتم إقبال عبيدي اللموشي بمقال يسلط الضوء على تطور العلاقات المسيحية الإسلامية، وتحولها من الجدال إلى الحوار.
رؤية نقدية وشمولية
هذا الكتاب يعد مرجعًا غنيًا للمفكرين والأكاديميين الذين يسعون لفهم أعمق للتعبير كظاهرة إنسانية شاملة، تجمع بين الجوانب الدينية، الفلسفية، والصوفية. كما يُعتبر الكتاب انعكاسًا لقضايا الفكر والتعبير التي تميز الثقافات الإنسانية على تنوعها، مشكلاً جسراً يصل بين القراء والأدبيات الفكرية المختلفة.
عن المساهمين ودور النشر
محمود عباس العامري
الذي يقدم مقدمة الكتاب، هو كاتب ومفكر تونسي، يملك خلفية غنية في قضايا الفكر والفلسفة، ويناقش من خلال الكتاب مساهمات متعددة لفلاسفة ومفكرين من مختلف الدول العربية. وقد ساهم في الكتاب نخبة من الباحثين من تونس، الجزائر، وسلطنة عمان، مما أضفى عليه طابعًا عربيًا عامًا، يثري النقاش حول قضايا التعبير في المنطقة.
دار الخزانة الأندلسية ومكتبة الخانجي بالقاهرة
هما الناشران المسؤولان عن إصدار هذا العمل الفكري، ويشتهران بتقديم إصدارات فكرية مميزة تركز على القضايا الإنسانية والثقافية.